"غدي نيوز" - أنور عقل ضو

نفق أمس الأول تيس يملك خصيتين وضرعين يدران الحليب، وقد ظل حتى الأمس القريب محط أنظار كثيرين، وظاهرة غير معهودة من قبل ومخالفة لقوانين الطبيعة، خصوصا وأنه كان "قائد" قطيع، تيسا كامل الفحولة، ليس ثمة من يجرؤ أن يتخطاه بقرنيه العظيمين، لكن إلى فحولته وإنجابه ثلاثة جداء ظل يدرّ الحليب، في ظاهرة غريبة جعلت منه "نجم" مزرعة أبقار وماشية في بلدية العبادية في المتن الأعلى.

كثيرون عاينوا هذه الظاهرة، وشاهدوا التيس وكيف يدر الحليب من ضرعين يجاوران خصيتين تشيان بالذكورة وتتناقضان معها، حتى أن أحدهم قال ممازحا: يجب تغيير المثل الشعبي "بِتْقِلُّو تَيْسْ... بِقِلَّكْ احْلِبو"؟ فالتيس يملك كل صفات الذكورة ويلقح إناث الماعز كوظيفة اختارها مالكه، وله حتى الآن من صلبه ثلاثة جداء ذكور وثلاثه إناث.

الغريب في الأمر ليس في أن التيس يملك خصيتين وضرعين في آن متلاصقين فحسب، وإنما الأشد غرابة أنه لا بد من حلبه يوميا.

صفات مشتركة في الجنس

يقول رامي نجد (مالك الجدي) "أملك مزرعة أبقار تضم أيضا قطيعا من الماعز وحيوانات أخرى، وقد اشتريت التيس وهو من نوع فرنسي، منذ نحو ثلاث وكان لما يزل جديا، وفوجئت بعد سنة، عند ظهور ضرعين وكانت مفاجأة بالنسبة لي".

ولفت إلى أن أحدا "لم يصدق في البداية أن التيس يحمل صفات مشتركة في الجنس"، وقال: "لقد أصبح مشهورا لدرجة أن بعض الرجال الذين يعانون العقم يشربون الحليب الذي يدره لان هناك اعتقادا سائدا أن هذا النوع من الحليب يعالج العقم".

وأشار نجد "أبلغت الدكتور جمال خزعل نقيب الاطباء البيطريين عنه فلم يصدق، فأرسلت له الصور وأنتظر أن يجيبني عما اذا كان شاهد مثل هذه الظاهرة من قبل".

أسباب علمية

إلا أن هذه الحالة ليست نادرة وهناك حالات مشابهة في العالم، ومن بين أسبابها التعرض لمواد كيميائية في الماء أو الغذاء، فالمواد المعروفة اختصارا باسم EDC أوendocrine disrupting chemicals أي المواد المخلة بعمل الغدد الصماء قد تؤدي الى تعطيل في عمل الغدد، وهذا قد يحصل في الرحم، وللأم، وقد يصل الى الجنين، وهذه التغييرات تؤدي الى خلل في عمل الهرمونات وبالتالي في الجهاز التناسلي. وهذه التغييرات قد تكون مركزة في صفات جنسية معينة أو في صفات أخرى سواء كان الجنين ذكرا أو أنثى.

وبحسب دراسات طاولت ظواهر مشابهة، هنا تغييرات قد تكون حصلت في البنية المورفولوجية، أو في شكل الأعضاء التناسلية، وأيضا في البنية الفيزولوجية أو في عمل الأعضاء التناسلية، وبشكل خاص في خواص أنثوية أساسية، فلدى التيس زوجا من الضروع وليس ذلك فقط بل تنتج الحليب، وبذات الوقت فلم تتأثر القدرة الإنجابية.

والسبب قد يكون في نوع من الطفرة التي قد تؤثر على الجينات والتي تؤدي إلى أثر ماسخ، teratogenic والذي قد يؤدي إلى عيوب خلقية مختلفة وهذا واحد منها.

تجدر الإشارة إلى أن نفوق التيس جاء عاديا ولم يتأثر بمرض.