النمور الثلاثة غادرت لبنان... هل ثمة صفقة؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, July 13, 2017

النمور الثلاثة غادرت لبنان... هل ثمة صفقة؟

أنور عقل ضو

 

ما هكذا تورد الإبل، المسرحية هزلية وإخراجها مسخ، أما اللاعبون فكثر، وجلهم وراء الكواليس، سياسيون ذوو نفوذ، تجار محترفون، رجال فوق القانون، مهربون ذوو باع في التلفيق والتزوير، مافيات متخصصة بكل ما هو ممنوع، من لبنان إلى خارج الحدود، "ناشطون" ما توانوا عن مواكبة الحدث الجلل، والبعض انتظر حصة من "كعكة" بدت عصية على الهضم، وما خفي أكبر وأعظم.

هذه باختصار قضية النمور السيبيرية الثلاثة، وقد بلغت خواتيمها بعد نحو أربعة أشهر، وتم تسفيرها قبل يومين إلى فرنسا، كيف؟ ليس ثمة من يعلم؟

 

صفقة بيع مموهة

 

لا إجابات واضحة، ولا معلومات محددة، وعلينا أن نصدّق ما تم تظهيره عبر وسائل الإعلام في بيان مفصّل صيغ بتؤدة، لإيهامنا بأن هذه القضية لم تكن موضع تجاذب، وأصعب الأمور أن ما يعرفُ لا يُقال، فالمجالس بالأمانات، لكن ما أثلج قلوبنا قول أحد المولجين الاهتمام بالنمور لوكالة فرانس برس "تمكنت من النوم بعد اقلاع الطائرة"، أربعة أشهر لم يغمض له فيها جفن.

وبحسب البيان، غادرت ثلاثة نمور سيبيرية أنقذت من عملية إتجار مفترضة، لبنان إلى فرنسا حيث ستبدأ حياة جديدة على ما أفادت جمعية تعنى بحماية الحيوانات. وكانت جمعية تولت رعاية النمور الثلاثة منذ آذار (مارس) بعدما عثر عليها في صندوق خشبي في مطار بيروت وهي تعاني من الجفاف.

وأشار البيان أيضا إلى أنه "منذ بدء رعايتها للنمور الثلاثة تلقت الجمعية تهديدات عدة"، وهذا أمر نصدقه، خصوصا وأن ثمة صفقة بيع مموهة قيمتها عشرات الآلاف من الدولارات، فاقتناء النمور والأسود والفهود والذئاب بات موضة الأثرياء، خصوصا من حديثي النعمة.

 

ادعاءات لا تمت إلى الحقيقة بصلة

 

وحده القضاء اللبناني كان شفافا وأصدر ما تمليه عليه مسؤوليته، أما ما ساقته الجمعية في بيانها، وإطلاق تمنيات "بأن تسمح هذه القضية بتحسين تدريب موظفي الجمارك في المطار لرصد عمليات إتجار محتملة والضغط على البرلمان لإقرار قانون ملزم أكثر لحماية الحيوانات"، فلا نظن أنها أصابت، ذلك أن موظفي الجمارك ليسوا بحاجة لدورات تأهيل، وكأن ليس في مقدور البعض إلا التصويب على من ظنوا أنه الحلقة الأضعف.

المهم أن النمور باتت الآن في مأمن، وقُدر لرئيس مجلس الوزراء أن يضع حدا لمعاناة النمور، في بادرة أظهرت حرصا على سمعة لبنان.

لكن تبقى ثمة ادعاءات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، علما أن هذه القضية كان يمكن معالجتها خلال أربع وعشرين ساعة، بعيدا من الاستغلال الرخيص والتعتيم ومنع الإعلام من مواكبة هذه القضية، كما لم يقدم المعنيون تفسيرا حول السماح لوكالات عالمية التغطية وحجبها عن الإعلام اللبناني!

هل ثمة صفقة؟

السؤال معطوف على وقائع تفترض أن تكون بمتناول الجميع، وبالتفصيل الممل!

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن