"غدي نيوز" – يارا المغربي
منذ عشرات السنين وطيور اللقلق الرائعة تباد فوق لبنان، ما إن تطل أسرابها حتى تبدأ "حفلة" الموت المجاني، فهي طيور لا تؤكل، لكن كيف يتسلى بعض اللبنانيين؟ وما سر هذا النزوع إلى القتل؟ ولماذا لا نستعيض عن القتل بمشاهدة أسراب البجع وهي تحلق فاردة أجنحتها للريح؟
نورد هذه التساؤلات، بعد أن طالعتنا وسائل إعلام بخبر عن علاقة صداقة بين صياد سمك تركي وطائر بجع، ولا يمكن لمن يقرأ تفاصيل عن هذه الصداقة إلا وأن تتبدى أمامه صور البجع المقتول، لكأن الرأفة تستحضر للتو نقيضها.
أم لأربعة صغار
كتب موقع "تركيا بوست" عن قصة هذه الصداقة الفريدة من نوعها، ورأى أنها "تثير الدهشة، بطلاها صياد سمك تركي وإحدى طيور اللقلق المهاجرة، التي تحط رحالها في أوقات معينة من العام، قرب بحيرة في ولاية بورصة شمال غربي تركيا".
وتعود جذور القصة إلى قبل 6 أعوام، عندما كان آدم يلماز (64 عاما) يصطاد السمك على متن مركبه في بحيرة "أولوبات"، حيث تفاجأ بإحدى اللقالق، وقد حطت على مركبه.
وعن تلك اللحظات، قال يلماز: "تفاجأت عندما رأيت اللقلق، لأنها في العادة لا تحط على المراكب"، وأردف: "شعرت بأنها جائعة وأخرجت السمك من الشباك ورميته نحوها، وبعدها بدأت تأتي إلى مركبي كل صباح".
ولفت يلماز إلى أن اللقلق من الطيور المهاجرة التي تأتي إلى المنطقة في أوقات معينة وتبني أعشاشها وتتكاثر. وأشار إلى أنه أطلق اسم "يارن" على صديقته، التي تعثر عليه أينما كان حتى لو كان في وسط البحيرة.
وأفاد الصياد لوكالة "الأناضول" بوجود ما بين 50 و60 عشا لطيور اللقلق في المنطقة، وأن أيا منها لا يحط على المراكب، باستثناء "يارن" التي لا تقف سوى على مركبه، حيث يقدم لها الطعام.
وذكر أن "يارن" باتت أما لأربعة صغار هذه السنة، تعلموا الطيران لكنهم لا يأتون إلى البحيرة حاليا، وربما يأتون عندما يكبرون، وفق قوله.
لا تحط على مراكب بقية الصيادين
وأوضح أن صديقته "يارن" تأتي إلى مركبه في ساعات الصباح وتتناول نحو 30 أو 40 سمكة، ومن ثم تذهب لاطعام صغارها، وتعود مجددا.
وأكد يلماز نشوء مودة وعلاقة صداقة حميمية بينهما، حيث أنه يعرفها وهي تعرفه، ولا تحط على مراكب بقية الصيادين.
ولفت يلماز إلى أن يارن لا تحب أن يقترب أحد منها كثيرا، وأردف قائلا: "عندما اقترب منها لمسافة نصف متر تتراجع وتطير، لأنها تخاف، لكن تعود مرة أخرى".
وبين الصياد أن طيور اللقلق المهاجرة تظل في المنطقة ما بين 4 و5 أشهر، حيث تتكاثر قبيل انطلاقها إلى وجهتها.
وأعرب عن حزنه لقرب مغادرتها، حيث أنها سترحل في غضون شهر إلى القارة الأفريقية.
وأضاف يلماز أنه ينتظر مجيئها بلهفة في كل موسم هجرة، وفي إحدى المرات كان في زيارة لأحد أقاربه في أنقرة، وشاهد في السماء سربا من اللقلق، وتساءل فيما إذا كانت هي بينهم.
لمشاهدة مقطع الفيديو على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=orRFez9sCp8