"غدي نيوز"
واقفا على حافة الفضاء فوق صحراء نيو مكسيكو تردد فيليكس بومغاتنر (43 عاما) بالقفز قليلا قبل ان يخطو خطوة قصيرة جدا مبتعدا عن الكبسولة التي كانت تقله، بعدما حثته بعثة المراقبة قائلة: "لتحرسك الملائكة وترعاك"، وقفز المظلي المعروف من على ارتفاع 24 ميلا (39 كلم) بلا خوف.
وبعد عشر دقائق من الانتظار بهلع وخوف وطأت قدما النمساوي أرضا مرة أخرى بعدما وصلت أقصى سرعته الى 833.9 ميلا/ساعة (1.342 كم/ساعة) محطما بذلك ثلاثة ارقام قياسية عالمية، بما في ذلك انه اصبح اول شخص لأعلى قفزة حرة في التاريخ مخترقا حاجز الصوت بسرعة ماك 1.24، عندها هللت غرفة التحكم: "نحبك يا فيليكس"، فيما اغرقت والدته، آفا بومغاتنر، بالبكاء فرحا.
ورفع بومغاتنر، الذي سجل رقما قياسيا لرحلة في البالون على أعلى الارتفاعات وأعلى قفزة بالمظلة، يديه تحية بالنصر ليشكر الفريق الذي عمل معه على تحقيق انجازاته.
وكان النمساوي يرتدي بدلة انقاذ مصممة خصيصا لبقاء جسمه سليما ضد مواجهة الضغوط المختلفة جدا خلال عودته الى الأرض، ومن دونها فقد كان سيغلي دمه وتنفجر رئتاه.
كما شاهد الملايين المشهد المرعب على الانترنت، وشعر الخبراء على الفور الخطورة التي يلاقيها بومغاتنر عندما بدأ بالدوران افقيا ورأسه وقدماه يدوران حول مركزه.
وشملت المخاطر وهو يخترق الأجواء من ارتفاع 128 ألف قدم، الصداع والضيق في التنفس وعدم الرؤية والتشويش الذهني وفقدان الوعي، كما كان يمكن ان يحدث انفجار في مقلة العين.
ويثير نجاح المهمة، وايضا البدلة احتمال ان يكون رواد الفضاء قادرين على البقاء على قيد الحياة من كوارث الارتفاعات العالية مثل التي ضربت مكوك الفضاء كولومبيا في 2003، بعد خروجهم من مركبتهم.
ويكرس الطبيب الرئيسي لبومغاتنر، وهو الدكتور جوناثان كلارك، الذي توفيت زوجته لوريل في حادثة كولومبيا، وقته الآن لتحسين فرص رواد الفضاء للبقاء على قيد الحياة من كارثة الارتفاعات العالية جدا.
وصنع بومغاتنر لنفسه اسما مع اعماله الجريئة، فالمظلي السابق كان يقفز بالمظلات من المباني والجبال العالية، وفي إحدى المرات قفز في كهف يبلغ عمقه 600 قدم، واستعد لمحاولته الأخيرة بعدما قفز مرتين، الأولى من ارتفاع 71 قدما في آذار (مارس) من هذا العام، والثانية من ارتفاع 97 قدما تموز (يوليو) الماضي.