"غدي نيوز" – إيليسيا عبود
تستحق تجربة الناشطة اللبنانية منى خليل أن يُسلَّط عليها الضوء عبر وكالات عالمية عريقة، وتستحق أكثر تكريما من قبل الدولة اللبنانية، وهو تكريم لم تسعَ إليه يوما وقد كرمتها جهودها بعيداً من الأضواء، دأبها حماية ورعاية السلاحف البحرية منذ أكثر من عقدين من الزمن، لم تنتظر مساعدة وعملت بإمكانيات متواضعة وناضلت لإعلان شاطىء بلدة المنصوري (قضاء صور) في محيط فيلتها "حمى طبيعية".
ولم نستغرب أن تعرض "رويترز" تقريرا مفصلا أشارت في مستهله إلى أن "سلاحف بحرية معرضة لخطر الانقراض على شواطئ لبنان وجدت صديقا من البشر لمساعدتها للصمود أمام تهديدات لا حصر لها".
البيت البرتقالي
أنشأت خليل (77 عاما) مشروع "أورانج هاوس" أو "المنزل البرتقالي" في العام 2000 لحماية السلاحف البحرية على الشواطئ الجنوبية، من المفترسات والتلوث والبشر أيضا.
وقالت خليل لــ "رويترز": "أتمنى للجيل الجديد أن يتابع العمل الذي أقوم به الآن، وذلك عبر توعيته وتشجيعه للاهتمام بالبيئة وسبل المحافظة عليها".
ومع عودة السلاحف إلى نفس الشاطئ الذي نشأت به لوضع البيض تغير منى أماكن الأعشاش المهددة بسببب الزراعة، وتنصب شبكات معدنية لحمايتها من المفترسات.
وتقوم منى خليل أيضا برعاية البيض يدويا في منشأة تابعة للمشروع، وقد كشفت عن أول مجموعة من السلاحف الصغيرة لهذا العام في وقت سابق من تموز (يوليو). ومع خروج كل مجموعة من السلاحف الصغيرة تدعو خليل مجموعات من العائلات وأطفال المدارس لمشاهدتها.
وقالت المعلمة فاتن شلهوب (34 عاما) التي كانت بالموقع مع أقاربها لــ "رويترز": "لم أكن أعرف أن السلاحف البحرية كانت تأتي إلى هذا الشاطئ لتضع بيضها".
معرضة للانقراض
وتابعت تقول: "عندما رأيتها لأول مرة خالجني شعور جميل بالسعادة، لقد أحببتهم كثيرا بل وأغرمت بهم".
ويوجد في البلدة من ينظرون بشكل مختلف لعمل منى خليل، فقد كان نشاطها مسؤولا عن حظر الصيد بالمتفجرات بالمنطقة، وتسبب ذلك في إطلاق النار على منزلها ومحاولات لإحراق مزرعتها.
وعدد السلاحف في شرق البحر المتوسط غير مؤكد. وذكرت تقديرات للصندوق العالمي للحياة البرية، أن هناك 60 ألفا من إناث السلاحف البحرية ضخمة الرأس على مستوى العالم، ما يعني أنها معرضة للانقراض على مستوى العالم.
وعقدت خليل العزم على مواصلة عملها رغم ما تعرضت له، وتؤكد قائلة "17 عاما مضت وأنا أحارب هذه المشكلة، ولا مانع لدي بأن استمر على هذا النحو للسنين القادمة، طالما الرب يمدني بالحياة سوف أبقى على مسيرتي فإنني بطبيعتي محاربة."