خاص"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

استغرق الأمر 25 عاما للوصول إلى جعل سمك "السلمون" Salmon المعدل وراثيا تجاريا، أي قابل للاستهلاك الآدمي، إنما بعد جدل متكرر ومعارضة كبيرة من علماء وناشطين في مجال البيئة.

وفي هذا المجال، أعلنت شركة "أكواباونتي تكنولوجيز" AquaBounty Technologies من مدينة ماينارد Maynard بولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي، أنها باعت حتى الآن حوالي 4 أطنان ونصف الطن من شرائح السلمون المعدلة وراثيا إلى عملاء لم يكشف عن اسمائهم في كندا، بعد أن أعطت السلطات العام الماضي الموافقة على بيع هذه المنتجات كغذاء.

تلبية طلب السوق

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أكواباونتي تكنولوجيز" رونالد ستوتيش Ronald Stotish فى بيان "إن عملية البيع والمناقشات مع المشترين المحتملين، تظهر بوضوح إن الزبائن يريدون أسماكنا، ونتطلع إلى زيادة طاقتنا الانتاجية لتلبية طلب السوق المتنامي يوما بعد يوم".

وقد تم تجهيز سمك السلمون الأطلسي المعدلة وراثيا بـ "جين" هرمون النمو من سمك السلمون من نوع تشينوك chinook، وهذا ما جعلها تنمو أسرع بكثير من سمك السلمون العادي، أما الجين الثاني المضاف فهو من سمك "جراب المحيط" ocean pout، وهو ما يسرع النمو من خلال الحفاظ على جينات الهرمون بشكل دائم.

وتؤكد "أكوابونتي" أن سمك السلمون الخاص بها ينمو بمعدل أسرع من سمك السلمون العادي، وبالمقابل فهو يستهلك ما يتراوح بين 20 و 25 بالمئة من الغذاء لكل غرام من اللحم الجديد.

تعقيم السمك

وواجه السلمون الجديد، وهو أول كائن حي معدل وراثيا يطرح في الأسواق في العالم، وسط معارضة شرسة من الجماعات البيئية، التي تخشى أنه إذا هرب من الأحواض حيث يتم تربيته في "جزيرة الأمير إدوارد" Prince Edward Island في شرق كندا، فإنها قد تخل بالنظم البيئية الطبيعية عن طريق التزاوج مع سمك السلمون الأصلي، وتقول الشركة أن هذا الأمر غير مرجح لأن الأسماك يتم تعقيمها.

أما في الولايات المتحدة الأميركية، تم تشريع بيع سمك السلمون المعدل وراثيا للبيع في أواخر عام 2015، ولكن توقف تسويقه إلى أن يتم الإتفاق على وصفه وتسميته، ويباع هذا النوع من السلمون في كندا، وقد تتبعه أنواع أخرى في نهاية المطاف.

تبقى الإشارة إلى أن هذه الخطوة لا يمكن من الآن معرفة مضارها ومخاطرها، والخوف كل الخوف أن نتحول كبشر كائنات لتجارب ليس ثمة من يدرك مخاطرها، على الأقل في الوقت الحاضر.