"غدي نيوز" – إيليسيا عبود
خلصت دراسة حديثة نشرت في المجلة العلمية الأميركيةProceedings of the National Academy of Sciences، مطبع الأسبوع الجاري، إلى أن ما يُسمى بـ "هرمون العناق" cuddle hormone ويعرف بالــ "أوكسيتوسين" Oxytocin يمكن أن يُقلل من الكراهية والعداء للأجانب.
وبحسب المشرف على الدراسة والطبيب النفسي في المستشفى الجامعي في بون، البروفسور رينيه هرلمان Rene Hurlemann، فإن "الارتياب حيال الأجانب يمكن التغلب عليه بمعايير اجتماعية"، ولفت إلى أن ثمة "عاملا آخر يلعب دورا في هذا المجال، وهو تعبير شخصيات ذات مصداقية مثل رؤساء العمل أو الأصدقاء عن مواقف إيجابية إزاء اللاجئين، فهذا يمكن أن يُحفز العديد من الأشخاص الذين يميلون إلى عداء الأجانب على الشعور بضرورة مساعدة اللاجئين.
تشجيع قبول واندماج اللاجئين
ووفقا لصحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، أعدت الدراسة بالتعاون بين خبراء من ألمانيا والولايات المتحدة، وخلص الباحثون إلى أن هرمون الأوكسيتوسين قد يُعزز الثقة ويحد من المخاوف، إذ يرتفع مستوى هذا الهرمون في الدم في حال القيام بأنشطة جماعية.
وفي هذا السياق أشار البروفسور هرلمان إلى أن مثل هذا الأمر ينجم "عنه وضع إيجابي بهدف تشجيع قبول واندماج اللاجئين، الذين يعتمدون على مساعدتنا".
والـ "أوكسيتوسين" Oxytocin أو ما يُعرف أيضا بهرمون العناق، هو هرمون يُساعد على بناء الثقة بين شخصين، ويُقوي كذلك العلاقة، خصوصا بين الأم وطفلها منذ اللحظات الأولى لخروج الرضيع إلى العالم، حيث يحفز على إنتاج الحليب في ثدي الأم وفق ما ذكر الموقع الطبي الألماني المتخصص (Pharmazeutische Zeitung).
توفير حياة آمنة للاجئين
واستندت النتائج على دراسة أجريت على فريقين، أحدهما يرحب بالأجانب، فيما الفريق الآخر معارض لوجودهم، وطلب الباحثون من الفريقين التبرع إلى أشخاص محليين أو مهاجرين.
ولاحظ الباحثون تضاعف هرمون الـ "أوكسيتوسين" لدى الأشخاص الذين تبرعوا للاجئين ولديهم موقف إيجابي منهم، في المقابل ظل الـ "أوكسيتوسين" من دون تأثير لدى الأشخاص الذين يميلون إلى معارضة الأجانب.
وتنسجم هذه الدراسة مع توجهات الأمم المتحدة، لجهة تأمين معايير دنيا وتوفير حياة آمنة وكريمة للاجئين، ألا وهي الحصول على الغذاء، والسكن اللائق، والمشاركة في الحياة الاجتماعية والثقافية.