"غدي نيوز"
نجح باحثون في تصنيع هرمون "إيبو"، الذي يستخدمه البعض بصفة غير قانونية كمنشط في سباق الدرجات. ومن شأن هذا الهرمون، الذي يزيد من عدد الكرات الحمراء في الدم، أن يساعد في علاج مرضى الكلى وبعد فترة التعرض للإشعاع.
عرف هورمون "ايبو" بشكل خاص من خلال إساءة استخدامه كمادة منشطة من قبل المشاركين في سباق الدراجات. وفي عالم الطب يساعد هذا الهورمون في علاج مرضى الكلى وفي العلاج الذي يعقب التعرض للإشعاع حيث يزيد في الحالتين عدد كرات الدم الحمراء.
وكان هذا الهورمون يصنع حتى الآن باستخدام تقنيات حيوية تعتمد على زراعة الميكروبات. لذلك بحث العلماء عن طريق آخر لتصنيع هذا الهورمون في أنبوب الاختبار بالمعمل وهو ما نجحوا فيه بالفعل، حسبما ذكر علماء من أميركا في مجلة "الكيمياء التطبيقية" التي تصدر بألمانيا. وجاء في بيان منشور في المجلة أن هذه الخطوة تعد حجر أساس في مجال التخليق الكيميائي للجزيئات الحيوية الكبيرة.
ونجحت مجموعة الباحثين، تحت إشراف صامويل دانيشفسكي من معهد "سلوان كيترينغ" لأبحاث السرطان في نيويورك، في إنتاج هورمون ايبو بشكل كامل لأول مرة في أنبوب الاختبار. ولم تكن الوسائل التقليدية كافية لتحقيق هذا الهدف حيث كانت المشكلة، التي تواجه العلماء، تكمن في أن هورمون ايبو عبارة عن جزيء يحمل أربع جزيئات سكر صغيرة في أربع مواضع. "جزء البروتين هو نفسه دائما في الهورمون والمواضع التي توجد بها الكربوهيدرات أو السكريات ثابتة، في حين أن هذه الجزيئات السكرية الأربعة الملحقة بهذه المواضع موجودة في الطبيعة بشكل مختلف، فهي متنوعة" حسبما أوضح العلماء في بيان عن الدراسة.
واستطاع العلماء استخلاص هورمون ايبو بشكل نقي الآن من خلال تركيب جميع الجزيئات السكرية الأربعة من أجزاء منفردة. وكانت الظروف المختلفة عند إنتاج هذا الهورمون من خلال زراعة الميكروبات تلعب دورا على تركيبة الجزيئات السكرية الأربعة مما يؤدي إلى إنتاج مجموعة متشابهة جدا لهذه الجزيئات، ولكنها لم تكن بالضرورة نفس هذه الجزيئات وهو الاختلاف الذي استبعده فريق دانيشفسكي الآن.
وقال العلماء إن هذا الجزيء المخلق كيميائيا قد أثبت فعاليته خلال إحدى التجارب. ومن بين التطبيقات المحتملة لهذا الهورمون هو اختبار مدى تأثير تغيير البقايا السكرية في بروتين ايبو على الخلايا الدموية والخلايا السابقة لها.