"غدي نيوز"
لطالما أثار سلوك الخنافس فضول الباحثين حيث حاول بعضهم معرفة سبب صعود الخنفساء فوق كريات الروث عندما ترتفع درجة حرارة ساقيها الأماميتين أو درجة حرارة رأسها. فريق من العلماء نجح مؤخرا في فك هذا اللغز.
فقد قال علماء من جنوب أفريقيا إن الخنفساء المعروفة بخنفساء الروث لا تستخدم هذا الروث كمخزون غذائي فقط بل تعتمد عليه في المناطق الحارة كنوع من "جهاز التكييف".
وأوضحت جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج أن "هذه الكريات الرطبة تجعل درجة حرارة الخنافس منخفضة حتى وإن حركت في الرمال الساخنة وزنا يفوق وزن جسمها بما يصل إلى 50 مرة". وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة من خلال دراسة سلوك هذه الجعلان بالتعاون مع باحثين من السويد ونشرت نتائج الدراسة يوم الثلاثاء (24-10-2012) في مجلة "كارانت بايولوجي".
سلوك الخنافس يثير فضول الباحثين
وأوضح البروفسور ماركوس بايرن المشارك في الدراسة من جوهانسبرج أن "الخنافس تصعد فوق كريات الروث عندما ترتفع درجة حرارة ساقيها الأماميتين أو درجة حرارة رأسها".
في الأصل كان الباحثون يريدون من خلال الدراسة بحث سلوك هذه الخنافس أثناء دحرجة كريات الروث التي أعدتها بالفعل، ذلك السلوك الذي يشبه الرقص لتحديد الاتجاه، حيث تلتف الخنافس كثيرا مرتكزة على محورها وذلك حسبما ذكر الباحثون السويديون في مجلة "بلوس ون" الأميركية المتخصصة في كانون الثاني (يناير) الماضي، حيث أشاروا إلى أن هذه الخنافس تستخدم الشمس لمعرفة اتجاهها وذلك بهدف دحرجة كريات الروث على خط مستقيم بين كومة الروث والمكان الذي تدحرجها إليه لأن كومة الروث تكون في كثير من الأحوال مسكونة من خنافس منافسة لا تقوم بتكوين كريات خاصة بها لتدحرجها إلى موضع عيشها، حيث إنها تفضل سرقة كريات الخنافس الدؤوبة.
كريات الروث كمكيفات طبيعية
وغالبا ما تخدم هذه الكريات كغذاء ليرقات الخنافس والتي تكون في أماكن محمية. وقال بايرن موضحا: "لاحظنا أن الخنافس تحتضن كريات الروث مرات عديدة أثناء حرارة الظهيرة". كما أوضح الباحثون من خلال تجارب أخرى أن الخنافس تقفز فوق كرياتها الرطبة عندما تكون أرضيتها ساخنة بواقع سبع مرات أكثر منه عندما تكون الأرضية باردة وأنها تمسح منطقة الوجه مرارا في كرة الروث أثناء قيظ الظهيرة، وذلك بهدف تبريد الجسم بشكل أفضل حسبما يرجح الباحثون الذين رأوا أن كرة الروث تبرد الرمال التي تسير عليها الخنافس بشكل إضافي عندما تدحرجها الخنافس على الرمال.
وللتأكد من صحة هذه النظرية قام الباحثون بكساء سيقان الخنافس بطبقة من السليكون لحمايتها من حرارة الأرض "واندهشنا بشدة عندما وجدنا أن ذلك كان مجديا للخنافس حيث قلت عدد المرات التي تحتضن فيها الجعلان ذات السليكون كريات الروث مقارنة بالخنافس التي لا (تنتعل) السليكون" حسبما أوضح يوخن سمولكا من جامعة لوند في السويد.
وخلص الباحثون من خلال الدراسة إلى أن هذه الخنافس تستطيع العمل في ظروف صعبة لا تستطيع حيوانات أخرى من شعبة المفصليات العمل فيها قطعا.