"غدي نيوز"
لم يدر بخلد أحد ربما أن الدب "بوزو" بأشهره السبعة سيكون محوراً لحملة أطلقها صاحبه الشاب صان سارفان. الحملة تهدف إلى مكافحة الصيد الجائر في بلاد الرافدين، كردة فعل على قتل والدة "بوزو" في فصل من فصول الصيد الجائر.
عمد صان سارفان، وهو شاب من القومية الكردية من محافظة السليمانية شمالي العراق، إلى تسليم دبه الصغير إلى حديقة الحيوان في بغداد ليعلن إطلاق حملته الواسعة لمنع الصيد الجائر والرفق بالحيوان.
ويقول صان سارفان، في حديث مع وكالة DW الالمانية: "تعود حكايتي مع الدب بوزو إلى أربعة أشهر عندما رأيته في محل لبيع الحيوانات وهو مقيد بالسلاسل ومحبوس بقفص إسمنتي".
وزاد بالقول: "عندها تساءلت مع نفسي لماذا مثل هذا الحيوان البري هنا؟". وبينما ينشغل سارفان (34 عاماً)، بإطعام الدب بوزو يضيف قائلاً: "دفعتني حالة بوزو التي يرثى لها إلى جمع التبرعات مع أصدقائي وشرائه لكي ننقله إلى حديقة الحيوانات في بغداد (...) كان حينها متوحشاً جداً وفي حالة هستريا".
حملة لمناهضة الصيد الجائر
وعن حملته التي قادها لمناهضة الصيد الجائر ضد الحيوانات البرية يقول صاحب الدب: "من خلال بوزو عرفت أن هناك العديد من الحيوانات البرية تتعرض للقتل الجائز في إقليم كردستان، وهذا ما شجعني إلى أطلاق حملتي المناهضة هذا النوع من الصيد".
وأطلق سارفان مطلع شهر تموز (يوليو) الماضي 2012 حملته لمناهضة الصيد الجائر والتي أعلن عنها عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وضمت الحملة نحو 500 عضو فاعل في مجال حماية الحيوانات من داخل العراق وخارجه.
وعن الأهداف والمطالب التي يسعى إلى تحقيقها من خلال هذه الحملة يبين سارفان بالقول: "هدفي من هذه الحملة هو توعية الناس بالرفق بالحيوان والطبيعة ومنع الصيد الجائر الذي يهدد الأحياء بالانقراض، خصوصاً وأن العديد من الحيوانات تتعرض للقتل لمجرد التسلية أو اللهو".
ويسعى سارفان من خلال حملته إلى "الضغط على حكومتي المركز والإقليم في سن وتفعيل القوانين التي من شأنها الحفاظ على البيئة من العبث ومحاسبة كل من يمارس هذا النوع من الصيد".
بلد الإنسان والحيوان وليس بلد البترول فقط
"إن تفشي ظاهرة الصيد الجائر التي تتعرض لها أنواع متنوعة من الحيوانات البرية في منطقتنا هو ما دفعني للانضمام لهذه المجموعة"، هذا ما قاله كاوا أحمد، وهو أحد الأعضاء المناهضين للصيد الجائر في العراق.
ويضيف أحمد (45 عاماً)، الذي يعمل في إحدى شركات بيع العقار والدور السكنية بمحافظة السليمانية "نريد من خلال هذه المجموعة أن ننمي الشعور بالإنسانية لدى السياسي والمواطن على حد سواء ونذكرهم بأن العراق بلد الإنسان والحيوان وليس بلد البترول فقط".
وينوه أحمد إلى إن المشكلة الكبيرة في عدم الرفق بالحيوان في العراق تكمن في "نظرة الإنسان الخاطئة بأنه محور الكون وبقية الكائنات لا قيمة لها، وهذا ما نراه من خلال قتل الحيوانات كالخنازير والكلاب لغرض التسلية".
غياب المحميات الطبيعية
من جانبه، يبين باسل مهدي، مدير حديقة الحيوانات ببغداد وهي الجهة التي نقل إليها الدب بوزو والتي تهتم اليوم بتربيته يقول: "عندما استلمنا الدب الصغير بوزو كان بعيداً عن قوانين الطبيعة لأنه فقد غريزته البرية ونسى كيفية التعايش مع أقرأنه على اعتبار أنه قضى فترة طويلة مع الإنسان". ويكمل حديثه بالقول: "لكنه بعد فترة من العزل والتدريب استطاع الاندماج مع مجموعة الدببة في حديقة الحيوان".
ويضيف مهدي: "بين الحين والآخر نستقبل الكثير من الحيوانات التي يتبرع بها الناس إلى حديقتنا، بسبب عدم وجود محميات طبيعية في العراق لمثل هذه الحيوانات"، منوها إلى ضرورة سن وتفعيل القوانين التي تعنى بإنشاء محميات طبيعية يمنع فيها الصيد الجائر "للحفاظ على الحيوانات البرية من خطر الانقراض".
وتعتبر حديقة حيوانات الزوراء في العاصمة بغداد التي تأسست عام 1974، أكبر حدائق الحيوانات في العراق، والتي تبلغ مساحتها نحو 59 دونماً وتضم نحو ألف حيوان من اسماك وزواحف وحيوانات أليفة ومفترسة موزعة على 73 نوعاً باختلاف مواطنها.