"غدي نيوز"
أعلن المكتب الاعلامي لوزير البيئة طارق الخطيب أنه "ضمن الحملات العالمية لمكافحة انتشار واستخدام مادة الزئبق في العالم، ونظرا للخطر الكبير الذي يسببه هذا المعدن لانتقال ذراته البعيد المدى في الجو وقدرتها على التراكم بيئيا في النظم الأيكولوجية، تشارك وزارة البيئة في الاجتماع الأول لمؤتمر الأطراف في اتفاقية "ميناماتا" في شأن الزئبق المزمع عقده في مقر الامم المتحدة في جنيف من 24 الى 29 أيلول (سبتمبر) 2017".
برنامج المؤتمر
وسيتناول المشاركون تحت شعار "جعل الزئبق شيئا من الماضي" الجانبين القانوني والتطبيقي للاتفاقية، ضمن الشق القانوني للاجتماع الأول سوف يتم التركيز على السياسات العامة والمسائل الشاملة، التي تؤثر على التنفيذ الفعال لبنود الاتفاقية بينما ستركز اللجنة الجامعة من جهتها بشكل أكبر على المسائل التقنية.
ويتضمن المؤتمر سلسلة من النشاطات والأحداث الخاصة طوال الأسبوع، الى جانب معرض موسع يضم عروضا تفاعلية توضح النجاحات التي تحققت حتى الآن (2017) في إطار مساعي اتفاقية ميناماتا، وقد تجرى أيضا مناقشات ضمن فرق عمل صغيرة، حسب الاقتضاء.
وقد وقع لبنان الى جانب 140 دولة اتفاقية "ميناماتا" بموجب قانون رقم 2 تاريخ 3 شباط (فبراير) 2017، ويعد لبنان من الدول المشجعة لمكافحة استخدام الزئبق، اذ نفذت وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من العام 2009 حتى عام 2012 مشروعا ممولا من مرفق البيئة العالمي، بعنوان "استعراض وتشجيع استخدام أفضل التقنيات والممارسات المتاحة لتخفيض انتاج النفايات الصحية بغية خفض وتجنب انبعاثات الديوكسين والزئبق".
وأعدت وزارة البيئة دليلا تدريبيا حول إدارة نفايات المؤسسات الصحية، كما نفذت سلسلة دورات تدريبية للعاملين في هذا المجال في 85 مستشفى عام وخاص، بالتعاون مع نقابة المستشفيات، وعملت الوزارة على إدخال أجهزة طبية خالية من الزئبق، كما عملت على تطبيق أنظمة ادارة نفايات المؤسسات الصحية في مستشفيين نموذجيين على المستوى الوطني هما مستشفى حمود الجامعي في صيدا ومستشفى النبطية الحكومي.
اتفاقية "ميناماتا"
ولفت المكتب الاعلامي لوزير البيئة الى ان "اتفاقية (ميناماتا) أقرت في اليابان عام 2013، وهي تحمل اسم منطقة في محافظة كوماموتو اليابانية التي كانت قد شهدت أسوأ حالات تسمم، جراء انتشار مادة ميثيل الزئبق في مياه الصرف الصناعي وتراكمها لسنوات طويلة، ما أدى الى تلوث ثروة خليج ميناماتا السمكية، وأسفر بالتالي عن حالات وفاة عديدة نتيجة التسمم بمادة الزئبق. ويمكن اعتبار انتشار داء "ميناماتا" او ما يعرف "بالمتلازمة العصبية" الناجمة عن تسمم الزئبق الحاد المحرك الأساس لإطلاق هذه الاتفاقية.
هدف الاتفاقية
تهدف اتفاقية "ميناماتا" لحماية صحة الإنسان والبيئة من الانبعاثات والإطلاقات البشرية المنشأ للزئبق ومركبات الزئبق. وتحض بنود الاتفاقية الدول المشاركة على استخدام مواد بديلة عن الزئبق، لاسيما في القطاع الطبي الذي يعتمد في كثير من أدواته على هذه المادة، كما القطاع الصناعي كصناعة الاسمنت ومصابيح التوفير والبطاريات وغيره. وتشدد بنود الاتفاقية على حماية الأطفال والنساء الذين يعملون مع الزئبق بصورة يومية، غير مدركين للمخاطر الصحية التي يسببها هذا المعدن، خصوصا عند حرقه اذ يحرق عدد كبير من العمال "ملغمة الذهب" في منازلهم ما يعرض الأطفال والنساء لأبخرة الزئبق.
وتتضمن الاتفاقية جدولا زمنيا يقتضي الحد من استخدام الزئبق تدريجيا وصولا الى منع استخدامه تحديدا في القطاع الطبي في غضون عام 2020، غير أن الاتفاقية قد أمهلت الدول التي لديها نشاطات منجمية 15 عاما لوقف استخدام الزئبق، ما يجبر الدول التي تتم فيها عمليات تعدين الذهب الحرفي على نطاق صغير اعداد خطط عمل وطنية تتضمن خطوات واضحة للقضاء على الممارسات الضارة كحرق ملغم الذهب والزئبق في المناطق السكنية، دون وجود أجهزة لالتقاط غاز الزئبق المنبعث.
مخاطر الزئبق
يشكل معدن الزئبق خطرا كبيرا على البيئة بمختلف مكوناتها اذ تنتشر ذراته بين نظمها الايكولوجية مهددة الحياة البشرية، كما أنها تتبخر بدرجة حرارة الغرفة وتختلط مع الهواء، وكونها بلا رائحة ولا لون يتنشقها الانسان تلقائيا وتصل بالتالي من خلال الرئة الى الدم والدماغ. وتؤثر مادة الزئبق مباشرة على الجهاز العصبي للإنسان وتؤدي الى ضعف في التفكير المعرفي والذاكرة والانتباه واللغة والمهارات الحركية الدقيقة والرؤية، الى جانب تغيرات عاطفية واضطرابات في الأحاسيس. ويسبب التعرض لمادة الزئبق الطفح الجلدي كما التهاب الجلد.
صناعات تحتوي على الزئبق
يدخل الزئبق في عدد كبير من الصناعات، وهذا ما يزيد خطر انتشاره سواء عن طريق الاستنشاق بسبب اختلاط غباره بالهواء، أم عن طريق الماء بسبب طرح نفايات المصانع التي تستخدم مادة الزئبق في البحار والمحيطات، ما يؤدي الى تلوث الثروة السمكية وبالتالي تسمم الإنسان الذي يستهلك هذه الأسماك الملوثة.
وهنا بعض الصناعات التي يدخل الزئبق في مكوناتها:
-مصابيح الفلورسنت ومصابيح التوفير اذ ان غبار الزئبق يعطي إضاءة أقوى.
-بطاريات الأجهزة الخلوية والساعات.
-الأدوات الطبية كموازين الحرارة ومواد العناية بالأسنان كحشوات الأضراس.
-أدوات البناء كالإسمنت والدهانات.
-الأجهزة الإلكترونية كالمكاوي والمدافئ.
-أجهزة تنقية الغاز الطبيعي.
-استخراج وتعدين الذهب.