"غدي نيوز" – إعداد قسم التنوع البيولوجي

لن يكون التنوع الحيوي بمنأى عن تداعيات تغير المناخ، لا بل سنشهد تباعا تغيرات مهددة لهذا التنوع، وأكثر من أي وقت مضى، هذا ما يؤكده كمٌّ كبير الدراسات يتناول مجمل مظاهر الحياة على الكوكب، فاختلال التوازن في المنظومات الإيكولوجية يمكن أن نلحظه على نحو كبير في عالم الفراشات الأكثر تأثرا بظاهرة الاحتباس الحراري، فضلا عن عوامل أخرى مباشرة.

استخدام المبيدات

في هذا السياق، كشف الإحصاء السنوي لعدد الفراشات في بريطانيا عن انخفاض عددها في المدن بنسبة قدرت بنحو 69 بالمئة، في حين انخفض عددها في المناطق الريفية بنسبة 45 بالمئة.

ووفقاً لصحيفة "الغارديان" theguardian.com البريطانية، أرجعت "منظمة الحفاظ على الفراشات" السبب إلى تغير المناخ وارتفاع رطوبة الصيف للعام الـ 11 على التوالي، ما أثرّ سلباً على مصادر غذاء الفراشات.

وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى ضغط العوامل البشرية على الفراشات، ومن بينها الاتجاه إلى الزراعة الكثيفة، استخدام المبيدات الحشرية على نطاق واسع، واتساع حركة العمران.

أشهر الفراشات البريطانية

وأشارت الصحيفة إلى أن الإحصاء هو الأكبر من نوعه عالمياً، إذ شهد مشاركة نحو 60 ألف شخص على مدى ثلاثة أسابيع، ما سمح بجمع بيانات ساعدت في الكشف عن ما تتعرض له الفراشات في بريطانيا، ويمكن أن يكون الإحصاء نموذجا عما تواجه هذا الكائنات من ظروف مشابهة في مختلف أنحاء العالم.

وكشف تقرير المنظمة عن انخفاض أعداد ثلاثة من أشهر الفراشات البريطانية وهي "البيضاء الكبيرة" large white، "البيضاء الصغيرة" small white و"البيضاء ذات العروق الخضراء" green-veined white.

وأشار التقرير إلى أن أعداد فراشة ارتفعت "الأدميرال الأحمر" red admiral بنسبة 75 بالمئة مقارنة بالعام المنصرم، وعزا ذلك إلى قدرة هذا النوع على التخفي، وفقا للمصدر عينه.

ولفت التقرير، وفقا لموقع "دوت إمارات" dotemirates.com إلى أن الفراشات واجهت صعوبات في البقاء على قيد الحياة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية في بريطانيا في العام المنصرم والعام الجاري.

لم يكن صيفاً جميلاً

وكشف الإحصاء، بحسب "الغارديان"، عن رصد 11 فراشة فقط من جانب كل مشارك في التعداد الذي شارك فيه نحو 60 ألف متطوع، وهو أقل عدد من الفراشات منذ بداية الإحصاء في 2010.

"لم يكن صيفاً جميلاً بالنسبة للفراشات، ولكنه شهد مشاركة واسعة من جانب أشخاص يرغبون في مواجهة تردي الحياة البرية في بريطانيا"، هذا ما ورد في تصريحات رئيس برنامج إحصاء الفراشات ريتشارد فوكس Richard Fox عن زيادة عدد المتطوعين.

وعن الآثار الجانبية لتراجع أعداد الفراشات، أشارت الصحيفة إلى دورها الحيوي في الزراعة، ولفتت إلى أن الفراشات تحتل المرتبة الثانية بعد النحل في تلقيح المزروعات في البساتين والحقول.

للاطلاع على الموضوع من مصدره "الغارديان"، إليكم هذا الرابط:

https://www.theguardian.com/environment/2017/sep/25/red-admiral-thrives-in-butterfly-count-while-whites-show-decline