"غدي نيوز" – إيليسيا عبود
هل تنقذ طاقة الرياح كوكب الأرض، وتنهي بالكامل عصر الطاقة الأحفورية قبل منتصف القرن؟
لا شك أن الطاقة المتجددة رسخت مبادىء جديدة، وأكدت أن بالإمكان التحول نحو مرحلة "ما بعد الكربون"، خصوصا وأننا نشهد تقدما من حيث القدرات الهائلة لطاقتي الرياح والشمس.
وفي هذا السياق، خلصت دراسة جديدة نشرت، يوم أمس الاثنين 9 تشرين الأول (أكتوبر) في مختلف الدوريات العلمية، وتصدرت عناون الصحف والمواقع العالمية، إلى أن "مزرعة رياح واحدة بمساحة الهند في أحد المحيطات، قادرة على تزويد العالم بأسره بالطاقة المتجددة.
تعاون دولي واستثمارات ضخمة
وأضافت الدراسة التي نشرت في دورية "الأكاديمية الوطنية للعلوم"، أن الطاقة المتجددة الناتجة عن طواحين الهواء المنصوبة فوق المحيطات أكثر فعالية من تلك المنتجة فوق اليابسة، وفق ما أفادت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية.
وأشارت إلى عقبات تعترض المشروع مثل أنه يحتاج تعاونا دوليا واستثمارات ضخمة، فضلا عن العواصف الشديدة التي تهب في المحيطات.
وقالت إن المضي قدما في هذا المشروع ربما سيؤثر على حالة الطقس في الكرة الأرضية، مشددة على الإمكانيات الكبيرة للرياح فوق المحيطات.
وأوضح الباحثان اللذان أعدا الدراسة أن مساحة المزرعة المفترضة في شمال المحيط الأطلسي تبلغ 3 ملايين كيلومترا، قادرة على إنتاج كميان من الطاقة بالمعدل الذي يستهلكه العالم كله حاليا في فصل الشتاء، أما في فصل الصيف فهي قادرة على إنتاج ما يكفي الولايات المتحدة وأوروبا.
توربينات فوق المحيطات
وأرجعت الدراسة اختيار منطقة شمال المحيط الأطلسي تحتوي على إمكانات لطاقة الرياح أكثر من غيرها.
وقال الباحثان آنا بوسنر Anna Possner وكين كالديرا Ken Caldeiraإن سرعة الرياح في المحيطات تزيد بنسبة 70 بالمئة عن اليابسة، ولهذا السبب فإن مزارع الرياح في المحيطات بوسعها إنتاج 5 أضعاف تلك الموجودة فوق اليابسة.
وتعزز هذه الدراسة فكرة أن مزارع الرياح العائمة فوق المياه العميقة ستكون الخطوة الثانية في مجال تكنولوجيا طاقة الرياح.
ورغم الطبيعة المتفائلة إلا أن الباحثان قالا إنه من غير المحتمل أن تبادر الدول إلى بناء مثل هكذا مشاريع التي تطلب وضع توربينات فوق المحيطات.