"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
بعد أن تداول نشطاء صورا لـ "هرة" مقطعة في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، وبعد مواكبة موقعنا ghadinews.net لهذه القضية في مقال سابق، كما سائر القضايا الخاصة بالبيئة والتنوع البيولوجي وغيرها محليا وعالميا، ليس بهدف وضع المشاكل والقضايا أمام الرأي العام فحسب، بل بهدف الوصول إلى حلول ونتائج تضع حدا لكل ما يتنافى مع قيمنا الإنسانية.
وفي هذا السياق، نستمر في عرض الأمور المستجدة بما يتعلق بهذه القضية، كونها تتعدى واقعة تعذيب وتقطيع قطة، إلى دلالات أكثر خطورة، وذلك بالتواصل مع الجمعيات المختصة بالرفق بالحيوانات وإدارة الجامعة الأميركية في بيروت، وناشطين وطلاب، مؤكدين وقوفنا على مسافة واحدة من الجميع وبموضوعية، وصولا إلى تطبيق القوانين المرعية الإجراء في هذه الحالات، خصوصا قانون الرفق بالحيوانات الذي وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مؤخرا.
إعتصام رمزي
فقد نفذ محتجون يوم الإثنين 16 تشرين الأول (أكتوبر) أمام الجامعة الأميركية في بيروت اعتصاما رمزيا، مطالبين بالتحقيق بالقضية وصولا إلى إنزال عقاب بمن يتأكد تورطهم في هذا العمل الهمجي، وكانت إدارة الجامعة بيانا قد أصدرت نشرناه بنصه الأصلي وتمت ترجمته، إلا أن هذه القضية أخذت مساحة واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي، وأتت تفسيرات وتحليلات وإشاعات عدة، منها وجود مجموعة تابعة لـ "عبدة الشيطان" تمارس طقوسها بتقطيع القطط، ومنها أن القطة الأم أكلت القطة خوفا عليها من القطط الأخرى، ولكن معظم التفسيرات اتجهت إلى وجود شخص مهووس يقوم بهذه العملية، لا سيما وأن بعض الطلاب أكدوا أن هذه الحادثة ليست الوحيدة من نوعها، وأنها حصلت من قبل وطاولت 9 قطط في الجامعة، وفقا لناشطين!
رد الجامعة الأميركية
وفي اتصال مع مصدر مسؤول في إدارة الجامعة، قال لـ ghadinews.net: "إن إدارة الجامعة تتابع الموضوع وقد أصدرت بيانا في هذا المجال، تم نشره على صفحة جمعية BETA، (Beirut For The Ethical Treatment Of Animals)"، وأضاف: "شكلت الجامعة لجنة تحقيق تعمل بصورة جدية ودقيقة للبحث في ملابسات القضية، ويتابع المعنيون كل الخيوط وصولا إلى القبض على الجاني، ومن يتبين صلته بهذا الأمر، ستتخذ بحقه أقصى العقوبات"، وأشار المصدر إلى "اننا نعتني بالقطط الموجودة بالجامعة بصورة فائقة بالمال والطبابة والغذاء"، مجددا "استنكار إدارة الجامعة والمعنيين لهذا الفعل الهمجي الوحشي اللاإنساني، وأن الجامعة وإدارتها تعتمد الوقائع والحقائق وتنتظر نتائج لجنة التحقيق".
جمعية BETA
وقال مصدر في جمعية BETA لـ ghadinews.net: "إن الجمعية تتابع القضية عن كثب بالتعاون مع إدارة الجامعة الأميركية في بيروت"، وتابع: "إذ نؤكد على ضرورة الكشف عن ملابسات هذا الأمر، وأهمية علاج هذه القضية من كافة جوانبها وصولا إلى القبض على الجاني، علينا شكر الأشخاص الذين أوصلوا هذه القضية للرأي العام لمعالجتها، فقد يشكل المرتكب خطرا ليس على القطط فحسب، بل على زملائه من الطلاب وعلى الأطفال الذين يرتادون المراكز الخاصة بهم ضمن حرم الجامعة، كون هذا الفعل يدل على اضطراب نفسي عميق أثبتته دراسات عدة"، وتمنت BETA "تطبيق القوانين المرعية الإجراء في هذا المجال، للحفاظ على سلامة القطط الموجودة وضبط أعدادها والحد منها بالإجراءات الطبية مثل التعقيم والخصي، منعا لتكاثرها وتنظيم وجودها كما هو الحال في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU"، مؤكدا على "التواصل مع ghadinews.net حالما يصلنا أي معلومات جديدة".
عدد القطط كبير للغاية
وأشار أحد الطلاب إلى أن "الوضع بالنسبة للقطط يمثل فوضى كبيرة للغاية"، وأضاف: "على الرغم من أن الجميع في حرم الجامعة ضد ما حصل، ولكن أعداد القطط أصبحت خارج السيطرة، ويبادر الكثيرون إلى رمي القطط قرب الجامعة، وتتابع بدورها تكاثرها، وبوجود كل الظروف المناسبة، فهي تؤثر حتى على الطيور المتواجدة في الجامعة والتنوع البيولوجي الفريد فيها، كما أنه لا تكفي الميزانية الموجودة للقيام بالعمل المطلوب بصورة متكاملة" وأضاف: "حتى لو بادرت الإدارة إلى تعقيم كافة القطط، فهناك من يتابع إلقاءها لأنه يضمن أنها تحصل على الغذاء والبقاء في المكان، وتفرض الجامعة رسم 3 بالمئة من أقساطنا للعناية بها"، وتساءل: "هل تقوم الجامعة بكافة الخطوات المطلوبة للحد من أعدادها، وإن استمر الأمر على هذا ما هو عليه، فهناك أزمة، وقد تتفوق أعداد القطط على أعداد الطلاب"، مطالبا بضرورة "اتباع منهجية متكاملة، لجهة العلاجات والغذاء والتعقيم والحد من دخول أعداد إضافية"، وقال :"من الضروري تنظيم وضبط عدد القطط باستخدام TNR شامل، أي القبض عليها Trap، ثم إجراء عملية التعقيم Neuter، ليصار إلى إطلاقها Release، وبذلك تعمل الجامعة على المحافظة على أعداد هذه القطط دون زيادة"، وتمنى على إدارة الجامعة "كونها مرجعا علميا في مجالات عدة، عليها القيام بتنظيم هذا الملف والتحقيق بعمق في أبعاد هذه القضية، لمنع تكرار مثل هذا الأمر، خصوصا أن ثمة أحداثا طاولت قططا في مراحل سابقة"، ووفقا للمصدر فقد "تم القبض على الجاني وفصله من الجامعة".
هواجس
وفقا للناشطين في مجال الرفق بالحيوانات، فإن هواجس عدة تؤرقهم خصوصا لجهة سلامة القطط والطلاب، وقال أحدهم: "في ظل الإدارة الجديدة المعنية بهذا الملف، فهناك إهمال يصيب هذه الحيوانات، وبعكس الإدارة السابقة التي كانت تعتني بالقطط بصورة أكثر إنسانية ورحمة"، وأشار البعض إلى أن "الإدارة الجديدة لا تتابع الأمر كما كانت الإدارات السابقة"، وقال آخرون أن "تدفق القطط للجامعة بهذه الصورة وبعدم علمهم بقوانين تنظم هذا الأمر، فإن هذه الأعداد ستزداد ولن تفشل أي محاولات لهذا الهدف فحسب، بل لن تكفي أي ميزانية تقرها الجامعة للعناية بها ومتابعة كافة أعدادها، خصوصا في المساحة الكبيرة التي يشغلها الحرم"، وأكد البعض أن "ثمة تفسيرات وتأويلات كثيرة، ولكن علينا أن نعتمد على الحقائق"، وعن شعائر لعبدة الشيطان، أضاف أحد الناشطين: "هناك أقاويل عديدة، ونتمنى كشف كل الحقائق، خصوصا وأن هذه الأفعال مرتبطة بأمراض نفسية واجتماعية وتتمثل بالعنف، وخوفا على كل من يأتي إلى الجامعة من أطفال وطلاب، خصوصا أن البعض يخرج في وقت متأخر من الصفوف".
جمعية "غدي"
من جهتنا كموقع ghadinews.net، و"جمعية غدي"، نؤكد على متابعة التحقيقات الدقيقة التي تعتمد على المعلومات الموثوقة، وإن كنا نحاول أن نضع كافة الهواجس برسم المعنيين في الجامعة، نتمنى عليها إجراء نظام متكامل وصارم للحد من أعداد هذه الحيوانات بصورة تتصف بالمسؤولية والرحمة والشمولية، والقيام بالتحقيقات المعمقة والجدية والدقيقة، ووضع قوانين وصولا إلى العدالة الشاملة في هذا الملف، وتطبيق القوانين المرعية الإجراء في هذا المجال، وصولا إلى نتائج إيجابية وعقوبة رادعة، لكل من يظهره التحقيق مرتكبا لهذا العمل المشين، حفاظا على طلاب ومرتادي الجامعة وما تمثله هذه المؤسسة العلمية الرائدة كمرجع علمي ومركز للتنوع البيولوجي المميز.