"غدي نيوز" – يارا المغربي -

تتوسع الصين بسرعة في زيادة إمدادات الطاقة الشمسية، على أمل تلبية 10 بالمئة من احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030. ولكن ثمة مشكلة، تتمثل في تلوث الهواء الشديد الذي يحجب ضوء الشمس، ما يقلل بشكل كبير من انتاج الصين للطاقة الشمسية، خصوصا في أجزائها الشمالية والشرقية، وفق ما أشار موقع solardaily.com.

كفاءة ألواح الطاقة الشمسية

وتعتبر هذه المشكلة الأسوأ، خصوصا في فصل الشتاء، ذلك أن تلوث الهواء في هذه المناطق يمنع حوالي 20 بالمئة من أشعة الشمس من الوصول إلى الألواح الشمسية، في المتوسط، وهذا ما يجعل تأثير تلوث الهواء في فصل الشتاء على إنتاج الطاقة الشمسية كبيرا كما هو الحال بالنسبة للغيوم، التي طالما اعتبرت العائق الرئيسي لإنتاج الطاقة الشمسية، وفقا لدراسة أميركية أجرتها "جامعة برينستون" Princeton University في ولاية نيوجرسي الأميركية.

وخلصت الدراسة الحديثة إلى أن "تلوث الهواء يؤثر على قدرة وكفاءة ألواح الطاقة الشمسية من خلال عرقلة وصول ضوء الشمس اليها بصورة جيدة".

نشرت نتائج الدراسة الأميركية يوم أمس الخميس 26 تشرين الأول (أكتوبر)، في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences العلمية المتخصصة.

وفي دراسة امتدت من 2003 إلى 2014، رصد فريق البحث تأثير تلوث الهواء على كفاءة ألواح الطاقة الشمسية في الصين، التي تسعى لتلبية 10 من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية عبر الطاقة الشمسية بحلول 2030.

تأثير تلوث الهواء

ووجد الباحثون أن تلوث الهواء في المناطق الأكثر تلوثا في شمال وشرق الصين يقلل من إمكانات توليد الطاقة الشمسية بمقدار يصل إلى واحد ونصف كيلوواط/ساعة للمتر المربع الواحد من الألواح الشمسية يوميا، وهو ما يعادل انخفاض في كفاءة الألواح الشمسية بنسبة تقدر بنحو 35 بالمئة.

وأضاف الباحثون من "جامعة برينستون" Princeton University أن "هذا المقدار، أو هذه الكمية التي يحجبها تلوث الهواء عن المتر المربع يكفي لتشغيل مكنسة كهربائية لمدة ساعة واحدة، وغسل 12 رطلا من الغسيل أو العمل على جهاز كمبيوتر محمول لمدة تتراوح بين 5 و 10 ساعات".

ووجدوا أن "تلوث الهواء في المناطق الأكثر تلوثا في شمال وشرق الصين يمنع حوالي 20 بالمئة من أشعة الشمس من الوصول إلى صفائح الألواح الشمسية".

وأشاروا إلى أن هذه النتائج تشير إلى أن تأثير تلوث الهواء في فصل الشتاء على إنتاج الطاقة الشمسية سيكون كبيرا، بحيث ستصاحبه الغيوم والسحب التي تحجب ضوء الشمس لأوقات كبيرة في فصل الشتاء.

خفض انبعاثات الكربون

وقال قائد فريق البحث الدكتور شياويوان تشارلز لي Xiaoyuan Charles Li إن "الدول التي تتوسع بسرعة فى إنتاج الطاقة الشمسية مثل الصين والهند، غالبا ما تغفل دور تلوث الهواء في تخطيطها، وهذا الأمر يعتبر من العوامل الأساسية المفترض مراعاتها لدى دراسة وإنجاز مشاريع الطاقة الشمسية مستقبلا.

وأضاف شياويوان أن نتائج الدراسة يجب أن تحفز دولا مثل الصين والهند على خفض انبعاثات الكربون حتى تقلل من التلوث، ومن ثم تزيد من توليد الكهرباء الشمسية بشكل أسرع، بالإضافة إلى الفوائد الصحية المعروفة حول الحد من الأمراض الناجمة عن التلوث.

ويعتبر تلوث الهواء عامل خطر مساهم لعدد من الامراض، بما فيها مرض القلب التاجي، وأمراض الرئة، والسرطان، والسكتة والسكري.

وبحسب تقرير صدر عن البنك الدولي في 2016، يتسبب تلوث الهواء في وفاة شخص من بين كل 10 أشخاص حول العالم، ما يجعلها رابع أكبر عامل خطر دوليا.

لقراءة النص كاملا من مصدره باللغة الانكليزية إليكم هذا الرابط:

http://www.solardaily.com/reports/Air_pollution_cuts_solar_energy_potential_in_China_999.html