"غدي نيوز"
سوف تشهد أوستراليا لمدة ثلاث ساعات الأسبوع المقبل كسوفا كليا للشمس، وهي ظاهرة طبيعية ينتظرها علماء الفلك الهواة والسياح بفارغ الصبر.
وسيبدأ الكسوف الثلاثاء (13-11-2012) الساعة 20:35 بتوقيت غرينتش، أي الأربعاء مباشرة بعد الفجر بتوقيت أوستراليا، عندما سيغطي القمر نجمتنا ويمنع قسما من سكان الأرض من رؤيتها.
وسيستقطب هذا الحدث أكبر نسبة من المشاهدين شمال أوستراليا، ولا سيما في ولاية كوينزلاند السياحية، بما أن مشاهدته من أماكن أخرى في العالم لن تكون ممكنة إلا من المساحات الشاسعة غير المأهولة في جنوب المحيط الهادئ.
وفي الساعة المذكورة، سيبدأ ظل القمر بالتوسع فوق متنزه غاريغ غوناك بارلو الوطني الواقع على بعد 250 كيلومترا تقريبا شرق داروين، بحسب ما يقول فريد اسبنهجاك الخبير العالمي في الكسوف لدى وكالة الفضاء الأميركية "ناسا".
ثم سيتوجه ظل القمر إلى الشرق عبر خليج كاربنتاريا، ليبلغ بعد ذلك الأراضي الأوسترالية حيث سيتجمهر هواة الكسوف ومن بينهم الكثير من الأوروبيين والأميركيين في مدينتي كيرنز وبورت دوغلاس.
واذا سمح لهم الوقت، سيتمكنون من مشاهدة الكسوف بكامله لمدة دقيقتين. وعندما يحجب القمر الشمس بالكامل، ستبدو هذه الأخيرة على شكل قرص أسود يحيط به تاج ذهبي، هو غلاف الشمس الجوي الخارجي الممتد على ملايين الكيلومترات. وستصبح النحوم مرئية في وضح النهار، بينما سترتدي السماء لونا نيليا.
وبعد أن يعبر الكسوف 14500 كيلومتر في نصف الكرة الجنوبي، سينتهي الساعة 23:48 بتوقيت غرينتش على بعد 800 كيلومتر تقريبا غرب تشيلي.
وسيتمكن المشاهدون من رؤية الكسوف الجزئي في بابوازيا غينيا الجديدة وفي الشرق الأقصى لاندونيسيا والنصف الشرقي لأوستراليا وكل أنحاء نيوزيلاندا. وستبدو الشمس مغطاة بقرص القمر أيضا في بولينيزيا وفي جنوب تشيلي والأرجنتين.
وفي أساطير سكان أوستراليا الأصليين، يكتسب الكسوف أهمية كبيرة، بحسب ما يشرح الخبير دوان هاماشر من جامعة نيو ساوث ويلز. ففي نصوص السكان الأصليين، غالبا ما يوصف القمر والشمس كرجل وامرأة يلحق احدهما بالآخر في السماء، ويتشاجران ثم يتصالحان.
وفي مناطق أخرى من العالم، كانت الجماعات الأصلية تربط الكسوف بوقوع حادثة وشيكة، وبالسحر الأسود وبغية تفادي هذا الخطر، كان الأطباء يلقون التعويذات أو يرمون حجارة مقدسة في اتجاه الشمس لحظة الكسوف.
أما العلماء فيفسرون الكسوف بأنه سلسلة من الأحداث الفلكية.