"غدي نيوز"
أشار فريق علمي من دولة البيرو في أميركا الجنوبية، في دراسة حديثة، إلى أن "جليد جبال الأنديز التي تقع في أميركا اللاتينية بات يشهد ذوباناً متسارعاً هذه الأيام، مقارنة بالأعوام الماضية، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي أدت إلى تغير المناخ في هذه المنطقة من العالم".
وأفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، وفقا لموقع "الرؤية" الإماراتي، أن منطقة كورديليرا بلانكا الجبلية في البيرو باتت أكثر عرضة لذوبان جليدها الذي أقلق علماء المناخ وخبراء الزراعة نتيجة التأثيرات السلبية في الزراعة في أرجاء البيرو وأمريكا اللاتينية عامة.
وسيؤدي ذوبان الجليد في جبال الأنديز إلى فقدان حزام الأمان الذي يحمي المنطقة من التصحر، كما سيجعل عدداً من المناطق عرضة للجفاف نتيجة فقدان خزان المياه العذبة بسرعة بعدما كان يتوزع على طول السنة حتى يحين موعد سقوط الأمطار في فصلي الخريف والشتاء.
وأظهرت الدراسة العلمية الجديدة أن الحقول باتت شبه قاحلة بعدما لم تعد تصل إليها المياه التي كانت إلى وقت قريب تتدفق إليها من الجبال على مدار العام، وكانت المنطقة سلة غذائية حقيقية يجري تصدير منتجاتها إلى دول أوروبية مثل الدانمارك والنرويج.
وأدى تنقل عدد كبير من المزارعين إلى هذه المناطق الواقعة في سفوح الجبال إلى انتعاش دخلهم، مؤقتاً بسبب تدفق المياه إلى حقولهم، لكن الواقع يدق ناقوس الخطر لأن هذه الاستفادة زائلة نتيجة تسارع ذوبان الجليد في قمم جبال الأنديز.
ويعتقد بعض المزارعين أن تغير المناخ بات نعمة عليهم لأنه سيمكنهم من الحصول على كمية مهمة من المياه لري بساتينهم، لكنه في الحقيقة لعنة واضحة، لأن ذوبان الجليد تسارع بطريقة مهولة في الأعوام الأخيرة، ما سيؤدي إلى جفاف المنطقة مستقبلاً في بقية شهور السنة.
ويخشى العلماء أن يحصل ذوبان الجليد في المستقبل دفعة واحدة ويجعل المنطقة تعيش ظروفاً مناخية قاسية طيلة العام، لأن الحصول على المياه بعد ذوبان الجليد يعتبر نعمة مؤقتة، وفقاً لما صرح به أحد الباحثين.
ويهدد الاحتباس الحراري عدداً من الأنهار الجليدية في جبال الأنديز، وهو مؤشر على تهديد المحاصيل الزراعية التي بذلت فيها الحكومات المحلية مجهودات جبارة للحد من زحف الرمال على الحقول وجفاف الأراضي القابلة للزراعة.
وتعتبر جبال الأنديز مصدراً مائيّاً مهمّاً لعدد من الأنهار التي تجري فيها المياه على مدار العام، وتروي بذلك الحقول في كثير من المناطق البعيدة.