خاص "غدي نيوز" – يارا المغربي -
ضم "الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة"The International Union for Conservation of Nature الـ IUCN خلال الأيام القليلة الماضية أنواعا جديدة إلى "القائمة الحمراء" Red List للحيوانات المهددة بالانقراض، ما يؤكد أن الجهود الدولية لحماية الأنواع المهددة ما تزال قاصرة عن اتخاذ إجراءات وتدابير حازمة في هذا المجال.
ولا يقتصر الأمر على تعدي الانسان وممارساته واستنزافه لموارد فحسب، خصوصا لجهة تجريف الغابات واستمرار الصيد الجائر، وإنما ثمة عامل آخر يتمثل بظاهرة الاحترار العالمي، فضلا عن عوامل عدة تمثل جميعها تهديدا مباشرا للتنوع البيولوجي ولسائر النظم الإيكولوجية في مختلف أنحاء العالم.
نمور سومطرة
وبالتزامن مع إعلان "الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة" عن قائمة جديدة من الحيوانات المهددة، حذر باحثون من أن قطع اشجار الغابات لأغراض زيت النخيل قد يؤدي إلى انقراض نمور سومطرة المهددة بالأساس، بحسب ما جاء في دراسة نشرتها مجلة "نيتشر كومونيكشنز" Nature Communications يوم أمس الأربعاء 6 كانون الأول (ديسمبر).
واختفى هذا الحيوان من جزيرتي جاوا Java وبالي Bali الاندونيسيتين المجاورتين، فيما تعد فرص استمراره في سومطرة، وفقا للدراسة، رهن على المحافظة على موطنه الطبيعي في هذه المنطقة من العالم.
وتقلص الموطن الطبيعي لهذه النمور بنسبة 17 بالمئة بين العامين 2000 و2012، فيما تراجع عددها من 742 حيواناً بالغاً إلى 618 في الفترة نفسها، بحسب ما اكد الباحثون في الدراسة.
ووتجدر الإشارة في هذا المجال، إلى أنه ما بين العامين 1990 و2010 سجل تراجع قدر بنحو 40 بالمئة من غابات سومطرة في إندونيسيا، ما اضطر النمور إلى العيش في جيوب معزولة.
الصيد غير الشرعي
وقال المعد الرئيس للدراسة ماثيو لوسكين Matthew Luskin الذي يحضر شهادة دكتوراه في "جامعة كاليفورنيا" University of California في سان دييغو (غرب الولايات المتحدة) إن "تراجع البراري الشاسعة يتسبب بانقراض النمور"، مضيفاً أن "أنواعاً من النمور باتت تعيش ضمن جماعات مشتتة"، لافتا إلى أن "هذا الأمر يزيد من خطر انقراضها".
ولا تزال هذه النمور تتمتع بموطنين طبيعيين كبيرين بما يكفي لاستقبال أكثر من 30 نمراً أنثى قادرة على الانجاب، وهو عدد يعتبره الخبراء بمثابة العتبة الضرورية لكي يستمر النوع على المدى الطويل.
ويسهم الصيد غير الشرعي المدعوم بالطلب الصيني على جلودها في تراجع اعداد النمور أيضاً، وقد أمضى الباحث لوكسين واثنان من زملائه عاماً كاملاً في استكشاف مناطق نائية في غابات سومطرة، ناصبين مئات الكاميرات وآلات التصوير التي تلتقط الصور عند مرور حيوان.
وأظهرت صور أن أعداد النمور في الغابات التي لم تطلها يد الانسان أعلى بـ 50 بالمئة من تلك الموجودة في الغابات التي تستغل من أجل أخشابها.