"غدي نيوز" – أنور عقل ضو
"عين الرمانة" بلدة رابضة عند تخوم مدينة عاليه وجهتها البحر، سرقت الحرب حضورها الجبلي لصالح متاريسها وجبهاتها الاولى، حتى صار التعريف بها مشفوعا بمقدمات تلغي الالتباس بينها وبين شارع في الشياح. ولأن ذاكرة الحرب عصية على النسيان، لما تزل "عين الرمانة" مسكونة بهاجس "الاسمين" وصدفة نبعيْ المياه المجاوريْن لشجرتيْ رمان في مكانين بعيدين، بالرغم من أن "عين الرمانة حسب بعض المراجع تعني اله الرعد رامون"، يقول رئيس مجلسها البلدي ريمون ادمون خلف ليستدرك ان "المرجح ان يكون الاسم مرتبط بنبع وشجرة رمان وهو الاقرب الى الواقع ذلك ان الاله رامون مرتبط باسم اكثر من بلدة".
ويقول خلف ان "الحرب أبت الا ان تعبر من تلال البلدة بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان 1982 ولا سيما تلة 888 الواقعة – في جزء كبير منها – ضمن النطاق العقاري للبلدة وتربط عاليه وعين الرمانة، وهي في الاساس عبارة عن ثلاث تلال كل واحدة منها على شكل رقم ثمانية، وهي متصلة بعاليه، القماطية، عين السيدة، سوق الغرب وعين الرمانة، ولذلك تعرف بـ 888 فضلاً عن انها ترتفع 888 مترا عن سطح البحر"، ولفت الى ان "البلدة لم تشهد تهجيرا شاملا واضطر بعض ابنائها للنزوح عنها بسبب وقوعها على خطوط التماس".
اشتهرت بزراعة التفاح
واشار خلف الى ان "البلدة اشتهرت في الماضي بزراعة التفاح وكانت فيها جنائن تتبع دير مار يوسف للرهبنة الكاثوليكية الشويرية"، ولفت الى ان "هذه البساتين بيعت لرجل من حلب ما بين 1930 و 1935 يدعى غيوم اسود وتعهد باعادة ترميم الكنيسة التي تعرضت لاضرار ناجمة عن هزات حصلت في مراحل قديمة وكانت متصدعة على ما يروي لنا الاجداد"، واضاف "لكنه اخل بالوعد فهدم الكنيسة واقام مكانها جدران دعم للبساتين وخزان مياه اعاد بناءه اكثر من مرة دون جدوى، وثمة اعتقاد ان الامر مرتبط بان الاوقاف من المحرمات لدى كل الاديان السماوية".
وعين الرمانة تشذ عن قاعدة ان "الكنيسة القريبة لا تشفي" فابناؤها يمارسون شعائرهم الدينية في كنائس عاليه وسوق الغرب وبسوس المجاورة، ذلك أن لا دور عبادة فيها بعد ان هدم غيوم كنيستها وحالت ظروف الحرب دون اشادة كنيسة او اكثر.
مشكلة الهجرة
تواجه عين الرمانة اليوم مشكلة الهجرة، فابناؤها "منتشرون في اميركا والبرازيل والارجنتين وكندا واستراليا" يقول خلف، ويضيف "الدولة لم تساعد في مجال استحصال ابناء البلدة الذين ولدوا في بلاد الانتشار على الجنسية اللبنانية"، ورأى أن "الظروف الصعبة حالت دون الاتصال بهم من اجل الاستحصال على الجنسية، فضلاً عن ان المغتربين من ابناء البلدة ممن نتواصل معهم لا شيء يشجعهم على العودة والبعض منهم رجع الى البلدة لكنه لم يستقر فيها".
وقال رئيس البلدية ان "اتصالات كثيرة تصلني مستفسرة عن بناء او معاملة ومساعدة فيتبين لي ان المقصود شارع عين الرمانة في الشياح وليس بلدتنا"، واضاف "اول مجلس بلدي في عين الرمانة تأسس سنة 1966 وكان يرأسه عادل خلف وكان مجازاً بالحقوق، واستمر في رئاسة الى ان اضطر للهجرة الى الولايات المتحدة عندما استعرت الحرب في الجبل عام 1982 وتسلم مكانه نائب الرئيس الراحل اميل قشوع حتى العام 1998، ومن ثم انتخب سليمان خلف لمدة ست سنوات، وتم انتخابي بعدها لدورتين متتاليتين".
استعادة مرافقها السياحية
هناك مقاهي الصيف ومطعم، ويعتمد ابناؤها على قطاعي السياحة والاصطياف والمقاهي قائمة عند مجرى النبع المعروف قديما بـ (عين الرمانة)، لكن هذه المقاهي لم يبادر اصحابها الى تأهيلها واستثمارها، ويقول خلف: "طالبنا كمجلس بلدي باستعادة هذه المرافق السياحية نظرا للحاجة اليها من اجل تفعيل الحركة الاقتصادية، ووقف الهجرة، فضلاً عن ان هناك بيوتاً لم ترمم حتى الان وكانت ثمة وعود من وزارة المهجرين بترميم واجهات البيوت على الطريق الرئيسية وبالفعل انجز المشروع في سوق الغرب وتوقف عند بلدة بمكين المجاورة".
وأشار الى ان "عدد سكان البلدة في الشتاء يتراوح ما بين 1200 و 1500 نسمة ويصل في الصيف الى نحو اربعة آلاف نسمة وهناك بعض الاخوة الخليجيين في البلدة ايضا".
ويرى خلف أن "نهضة عين الرمانة مرتبطة بنهضة عاليه ولهذا السبب تم انشاء تجمع بلديات عاليه للتنسيق في المشاريع الانمائية المشتركة فضلاً عن سوق الغرب التي استعادت حضورها كمصيف تاريخي"، ولفت الى "اننا في الماضي كنا نعتمد على قطاع الصنوبر في مشاع البلدة لكن الحرب احرقت هذه الاحراج".
أعلامها وعائلاتها
تجدر الاشارة الى ان ثمة اعلاماً من عين الرمانة، ابرزهم الشاعر امين نخلة حداد، والاديب والشاعر سمعان خلف، المطران غريغوار حداد والاب حنا طيار.
أما عائلات عين الرمانة، فهي: خلف، قشوع، بارودي، طيار، حداد، وهناك عائلات سافرت قديما الى اميركا ولم تعد، ومنها عائلات: نوفل، بالوع، ايوب وهليط.
ويتكون مجلسها البلدي الحالي من: ريمون ادمون خلف (رئيسا)، مارون جميل طيار (نائبا للرئيس)، ناجي عازار خلف، روبير اميل قشوع، كمال كمال حداد، كارول وليم بارودي، ندى جورج قشوع، ندى الهبر وسلام جوزف قشوع. ومختار البلدة الياس فريد قشوع.