"غدي نيوز" – أنور عقل ضو -

ما يزال أبناء وبلدية عين دارة – قضاء عاليه يواجهون "أسلوب التهويل والترهيب الذي يعتمده ويتعمده السيد بيار فتوش لتمرير ترخيص معمل الموت المرفوض من اهالي عين دارة والجوار، لآثاره السلبية على البيئة بشكل عام وعلى صحة الناس بشكل خاص من جراء تلويث الهواء والمياه الجوفية"، بحسب بيان سابق صادر عنهما.

وآخر هذا المسلسل تبدى مساء أمس الأول في "مشهد بوليسي" عندما قام أحد أتباع آل فتوش بالدخول إلى مقر شرطة بلدية عين داره القائم عند مدخل الطريق المؤدي الى مواقع الكسّارات، وانهالوا بالضرب بأعقاب البنادق على الشرطي الأعزل المولج حراسة المقر عاطف يحيى، واستولوا على جهازDVR ، وعطّلوا كاميرات المراقبة وسرقوا الأفلام، أيضا وفقا لبيان صادر عن الأهالي والبلدية .

رعاة كبار

مما تقدم، يبدو أن آل فتوش في سباق مع الوقت ليس في صالحهم، فإنشاء "معمل الموت" يفترض أن يكون قد بدأ، ليتمكن من رفد ورشة إعمار سوريا بالإسمنت والصناعات الملوثة الأخرى من "بلاط وسيراميك ومعامل ومطاحن الإسمنت على أنواعها والإسفلت واحجار الباطون، وغيرها من تجهيزات مخصصة للصناعات الإسمنتية والبلاط والأرصفة والجسور والجفصين والكلس على أنواعه ومواد البناء والمصبوبات الإسمنتية على انواعها"، وفق ما جاء في رخصة المصنع التي تلقت البلدية السابقة نسخة منها، وجميعها صناعات ملوِّثة، لا بل الأكثر تلويثا من سائر الصناعات الأخرى.

وهذا المعمل رفضته زحلة بسائر قواها وفاعلياتها السياسية والروحية والأهلية، فهل يعتقد آل فتوش أن عين دارة تمثل خاصرة رخوة يمكن من خلال تشريع "مصنع الموت" هذا؟

ما زال النائب نقولا فتوش، متسلحا بحصانة برلمانية يمعن في خرق القوانين، تارة يعتدي بالضرب على موظفة في دائرة حكومية، وطورا يهدد ويتوعد موظفين في إحدى الوزارات، ولم يتقدم أحد بطلب رفع الحصانة ليكون موضع مساءلة، ما يؤكد أن ثمة رعاة كبارا في السلطة لاستثمارات آل فتوش وشركائهم القائمة (كسارات ومقالع) والمزمعة (معمل الموت).

تلوث الينابيع

لا نعرف على وجه التحديد ماهية تقرير دراسة الأثر البيئي لمنشأة الموت والتي حظيت بموافقة بعض الوزارات، ما يعزز قناعة أبناء عين دراة بأن "القانون خاضع لمصالح قوى سياسية مستفيدة من هذا المشروع"، وفقا لناشطين، خصوصا وأن الكسارات العاملة في ضهر البيدر غير مستوفية لشروط الأثر البيئي، فكم بالحري إذا تم تشغيل معمل الصناعات الملوثة؟

أحد الناشطين البيئيين من أبناء عين دارة أكد لـ ghadinews.net أنه "مع تفجر الينابيع وذوبان الثلوج تتسرب كل المواد الملوثة في احد الجداول الموجودة على ارتفاع 2000 متر وتجد طريقها الى نبع مياه يعرف بـ (عين الجوزة) ومياه هذا النبع تغذي أكثر من 300 وحدة سكنية في عين دارة"، وأشار الى أن "هذه المياه المفترض أنها مياه شفة ويستفاد منها في ري البساتين، والامر لا يقتصر على نبع واحد، فهناك أيضا نبع (عين العدس) الذي يستخدمه المواطنون للحصول على مياه الشفة".

وتساءل: "أمام هذا التلوث ماذا سيكون مصيرنا كمواطنين في ما لو تم إنشاء (معمل الموت) الموعود؟".

مناشدة رئيس الجمهورية

       وحيال التعدي الأخير، لم يجد أهالي عين دارة والمجلس البلدي في بيان أصدروه أمس إلا "مناشدة فخامة رئيس الجمهورية للتدخل ووضع حد لمن يتباهى أنه فوق القانون، ويلحق أضراراً فادحة بالطبيعة والبيئة وبصحة أهالي عين داره وقرى الجوار جراء تنفيذه لخطة تهجير جماعية تسببها كساراته ومعمل الإسمنت الذي ينوي إقامته على مقربة من المنازل، في دولة نعلم جيداً أن رئيس جمهوريتها لن يقبل أن يصنّف مواطنوها بين مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية".