"غدي نيوز" - متابعات
تعتبر منطقة" ديرويز" Derweze من أغنى المناطق بالغاز الطبيعي في تركمانستان، وهي تحتل المرتبة 24 عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي.
لكن في العام 1971 وخلال عمليات الحفر والتنقيب عن الغاز في تلك المنطقة، اصطدم الجيولوجيون بكهف مليء بالغاز الطبيعي، فانهارت الأرض تحت الحفارة المستخدمة في التنقيب مخلفة وراءها حفرة كبيرة يتجازو قطرها الـ 70 مترا.
غاز الميثان
ولحل مشكلة تسرب الغازات السامة التي بدأت بالتصاعد منذ تلك الفترة، قام العاملون بحرق الحفرة، وكان الجيولوجيون على اعتقاد بأن النيران ستنطفئ في غضون أيام معدودات، ولكن الحفرة ما زالت مشتعلة حتى اليوم، بعد أكثر من أربعة عقود على حفرها، مما دعا السكان المحليون لإطلاق إسم حفرة "البوابة إلى جهنم" The Door to Hell عليها.
وتقع الحفرة على بعد 90 كيلومترا من قرية "درويز" والتي يبلغ عدد سكانها 350 نسمة. وترتفع النيران في الحفرة الى ارتفاع 15 مترا.
وعوضاً عن تسرب الغازات إلى السماء، فإن الحرق وهو الحل الذي اتبعه الجيولوجيون يعد أفضل وأكثر أمانا من تسرب غاز الميثان إلى الجو، إذ أن غاز الميثان يعد من الغازات الدفيئة، أو كما يطلق عليها "غازات الإحتباس الحراري" Greenhouse gas، وهي غازات توجد في الغلاف الجوي، وتتميز بقدرتها على امتصاص الاشعة التي تفقدها الأرض، وهي الاشعة تحت الحمراء، فتقلل ضياع الحرارة من الأرض إلى الفضاء، مما يساعد على تسخين جو الأرض، وبالتالي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري والاحترار العالمي.
الاستغراب يجتاحك
وفي شهر نيسان (ابريل) من عام 2010، زار الرئيس التركمانستاني "قربانقلي بردي محمدوف" موقع الحفرة وأمر بأن يتم إغلاق الفتحة، أو إتخاذ إجراءات للحد من التأثير السلبي لعمليات التنقيب عن الغاز واستخراجه على المنطقة.
وزار المتقاعد ويل كيبينغ البالغ من العمر 60 سنة من منطقة ستيرلنغ من بريطانيا، تركمانستان في فترات سابقة. ولم يكن يعلم بوجود هذه الحفرة، وقد اخبره أحدهم أن هذه الحفرة والتي تعتبر من المناطق الــ 100 التي على المرء زيارتها قبل أن يموت. مما أثار فضوله فقرر عبور منطقة الصحراء الكئيبة في تركمستان للوصول الى "بوابة الجحيم" غير متوقع ما سيجده هناك.
ويقول ويل "الخفرة خلال النهار لا تلفت الانتباه، فتبدو كحفرة في الصحراء. انما عند الاقتراب منها تظهر النيران في الحفرة، فإن الاستغراب يجتاحك، خصوصا وان النيران مستمرة ومنذ أكثر من 43 عاما".
فرن كبير
وتابع قائلا: "مع اقترابي م الحفرة تبين لي بشكل واضح ان الحفرة لم تكن طبيعية فقد كان هناك دعامات وسكك معدنية وليس مجرد حفرة، مما يظهر أن كارثة حدثت منذ وقت طويل".
وختم كيبينغ: "وقفت هناك أتأمل الفوهة، وبدا حجم وكثافة النيران في الداخل أكثر وضوحا، وكلما تحولت الشمس للمغيب، تحول الموقع ببطء الى فرن كبير، معزول في وسط الصحراء وأصبح مركز الانتباه الذي سيطر على المنطقة المحيطة بها بأسرها وأصبح التوهج أكثر كثافة وأضاءت المنطقة بما في ذلك السماء فوقها. وكان من المستحيل عدم الانجرار إلى الحفرة، وهذا الأمر كان مهيمنا على المنطقة المحيطة بها بكاملها".