"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -
تستمر التعديات على البيئة، لا شيء يوقفها، فيما القوانين معطلة وكأننا نعيش في أرض خواء، لا سلطة فيها، لا دولة ولا مؤسسات "إلا من رحم ربي"، فتسميم وإطلاق النار على الكلاب لما يزل يفضح قصور السلطة عن تطبيق منطوق القانون الذي وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول الرفق بالحيوانات، في مشهد يحيلنا إلى عصور الجهل والتخالف، فالتجاوزات البيئية وتعنيف وقتل وتسميم وإطلاق النار على الحيوانات، لم تتوقف، ويكاد لا يمر يوم، إلا ويصدمنا تعد سافر يعصى على التصديق، ولا غرو في ذلك طالما أن مرتكبي الجريمة الموصوفة في بلدية الغبيري يعاملون وكأن ما جرى مجرد جنحة، على قاعدة عفا الله عما مضى.
ولا نستغرب أن تتوالى فصول هذا المسلسل، وآخرها ما شهدته اليوم بلدة ميفدون في قضاء النبطية في الجنوب اللبناني.
فقد وصل إلى ناشطين من ميفدون فيديو وصور لكلاب جرى تسميمها قبل ظهر اليوم، وتواصل الناشطون مع مسؤولين في البلدة، لتوضيح الأمر.
عود على بدء
وفي التفاصيل، فقد التقط ناشطون فيديو وصور لكلب يعاني من التسمم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فضلا عن كلاب أخرى وجدت في مناطق عدة من البلدة، وقد استنكرت بلدية ميفدون هذا الأمر، وهي بصدد إصدار بيان حول هذه الواقعة، وستتابع التحقيق في الموضوع.
وثمة عود على بدء، فهذه ليست المرة الأولى التي نتناول فيها قرية ميفدون، وكنا قد تابعنا في وقت سابق قيام البلدية بإطلاق النار على ثلاثة كلاب شاردة، وكان السبب وفقا للبلدية هو أن هذه الكلاب تعاني من الجرب، ومن أمراض، وأنه تم التخلص منها خوفا على المواطنين من إنتشارها، وكانت قد تواصلت مع إحدى جمعيات الرفق بالحيوانات بهدف استحداث مأوى لعلاج هذه الظاهرة، وقد تم تأجيل البت بالموضوع ربما لأسباب لوجستية ومادية.
كما وتابعنا في موقعنا ghadinews.net واقعة تسميم الكلاب في الغبيري وفي مزرعة الشوف.
سعد: مسلسل إجرامي
وقال الناشط من "مجموعة ناشطون لحماية الحسون والطيور البرية" روجيه سعد لموقعنا ghadinews.net: "يستمر مسلسل الإجرام، وطاول هذه المرة كلابا من منطقة ميفدون، وقد وعدنا من قبل البلدية ومن شهور عدة بأنهم سيهتمون بأمر هذه الكلاب وعدم التعرض لها، وفجأة سمعنا بهذه الفاجعة اليوم، وتسميمها من قبل أشخاص مجهولين، وخطأ هذه الكلاب الوحيد أنها شاردة، وأن أشخاصا دون رحمة ولا ضمير ألقوها لتلاقي مصيرها، والخطأ هو انعدام هذه الصفات لدى بعض الأشخاص، بتسميم هذه الحيوانات والتي لا حق لأحد بأخذ أرواحها إلا من خلقها".
وأضاف : "وقع فخامة الرئيس العماد ميشال عون على قانون الرحمة والرفق بالحيوانات بمواده 4/1 و12، ونطالب بتطبيق القانون على الفاعلين وإنزال أقصى العقوبات، فعلى هذا المسلسل أن يتوقف في مكان ما، ولن نقبل تعرض أي حيوان للأذى وفي أي منطقة من لبنان، إن كان كلبا أو هرا أو طائرا، فهذه الحيوانات ليست طائفية أو مسيسة، بل خلقها الله لتعيش بكرامة".
وإذ جدد استنكاره لما حصل، طالب سعد "وزارة الداخلية بتنفيذ القانون بصرامة على الأرض".
معوض: منع بيع 12 مادة سامة
ومن جهتها، قالت رئيسة جمعية APAF ثريا معوض لـ ghadinews.net: "لم يبق لدينا سوى التوجه لوزير الداخلية والبلديات الوزير نهاد المشنوق، ووزير الزراعة غازي زعيتر، ووزير الصحة غسان حاصباني، بالأمر بمنع بيع هذه السموم بتاتا وليس (اللانيت) فحسب، بل إن هناك 12 نوعا من هذه السموم تباع علنا".
وأكدت أنه "يجب عدم بيع هذه الأدوية إلا بوصفة خاصة رسمية من إحدى الوزارات الثلاث ولاستخدام معين".
وقالت معوض: "على وزير الداخلية التجاوب مع كافة الجمعيات والناشطين، بإبلاغ البلديات بهذا المنع، خصوصا وأن حوادث التسميم لا تطاول هذه الحيوانات بل كافة الكائنات والبيئة وصحة البشر، ونطالب كافة الوزارات وخصوصا وزارة الداخلية الإعلان عن منع ظاهرة تسميم الحيوانات وإطلاق النار على الحيوانات، ونحن كجمعية APAF على استعداد للتعاون مع كافة البلديات والجهات المعنية لإنقاذ هذه الكلاب وعدم التعرض لها".