"غدي نيوز" – إيليسيا عبود -
حذر "برنامج الأمم المتحدة للبيئة" الـ UNEP، في تقرير أورده على موقعه الإلكتروني، من خطورة عوامل التغير المناخي والزيادة السكانية على آثار مصر الفرعونية.
وقال التقرير إن "الكنوز التي تعود إلى آلاف السنين ستعثر أخيرا على عدوها الحقيقي بعد أن ظلت صامدة على (قيد الحياة) وسط كافة العوامل البشرية والطبيعية".
تآكل الحجارة القديمة
ووفقا للتقرير، فإن تسارع التغيرات المناخية والكثافة السكانية تؤثر على العديد من الأماكن الأثرية في مصر، مثل مقبرة طيبة، على الرغم من اشتهار المقابر الفرعونية باسم "معابد المليون سنة"، ولكن ربما كان القدماء المصريين لم يتوقعوا وقوع تغييرات جذرية في ظروف الطقس مثلما نعاصرها اليوم.
ويؤكد التقرير أن "الأحوال الجوية غير المنتظمة التي كثيرا ما يعزى إليها تغير المناخ تؤدي إلى تآكل الحجارة القديمة، في الوقت نفسه، الزيادة السكانية باتت تمثل معضلة جديدة في جهود المحافظة على هذه الآثار".
ارتفاع درجات الحرارة
ونقلت المنظمة الأممية عن مصطفى القذافي عبد الرحيم، مسؤول كبير بوزارة الآثار في مدينة الأقصر: "مثلنا مثل العالم كله، لدينا خوف من تغير المناخ".
وبحسب التقرير، الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف الشديد يبدو أيضا وكأنه يترك بصماته على لبنات البناء نفسها. ففي جميع أنحاء أسوان، على بعد عدة ساعات من محطة ركوب القطار جنوب الأقصر، ترتفع درجات الحرارة التي تصل أحيانا أكثر من 40 درجة التي تؤثر ببطء على العديد من هياكل الغرانيت الوردية.
ولفت التقرير إلى أن "الغرانيت يتمدد في الشمس أثناء النهار، ثم ينكمش بين عشية وضحاها في درجات حرارة أقل".
المواقع التاريخية المعرضة للخطر
وفي معبد الكرنك، مجمع المملكة الجديدة والوسطى في الأقصر، تسببت أشعة الشمس الساطعة المسببة للعمى بالفعل في تلف معظم جدران لونها، والتي أثرت على السياح الذين لم يجدوا مأوى لحمايتهم من أشعة الشمس.
وقال الخبراء إن آثار تغير المناخ ستزداد حدة، وربما تتطلب اتخاذ بعض القرارات الصعبة بشأن جدوى الحفاظ على المواقع التاريخية المعرضة للخطر.
وقالت ميت ويلكي، مديرة شعبة النظم البيئية في الأمم المتحدة للبيئة: "في بعض الحالات، تشكل هذه الأماكن أسس صناعة السياحة التي تجلب الكثير من الفوائد للسكان المحليين، ولكن بعد ذلك لديك الكثير من المباني التي تتأثر بعوامل الظروف المتغيرة، وهنا يصبح الوضع أكثر صعوبة".