"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -
لا يصوب على امرأة إلا عقل ذكوري مريض، هذا ما عهدناه منذ أن بدأت المرأة تكسر قيودها، وتحطم أصنام عزلتها، وتتطلع إلى شمس حريتها، وثمة حقيقة مُــــرَّة وواقع أشد مرارة، عندما يتندر البعض على ترشح إمرأة للانتخابات النيابية، ولا سيما من تمكنَّ من التحليق في فضاء العمل العام نصرة لقضايا وطنهن، وهذا ما نتلمسه في نظرة الرجل الفوقية، حين يعوض بعضا من نقص في ممارسة سلطة زائفة، متوهما أن هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) يعيطيه امتيازا على من وهبته الحياة، ومن ارتضاها شريكة عمره!
ولسنا في جهة ثانية من دعاة دعم المرأة بغض النظر عن علمها وثقافتها وخبرتها، فلو خُيرنا بين مرشح كفوء ومرشحة تفتقر للكفاءة سنختار بالتأكيد الأكفأ، فالمسألة ليست كما يريد بعض المتزمتين تظهيرها على أنها صراع بين رجل وامرأة، وإنما هي قضية ذات بعد إنساني أبعد بكثير من أن تكون في حدود ضيقة، ضيق أفق بعض الرجال ذوي العقول المعلبة بإرث تافه وتقاليد بالية.
نحن مع المرأة لأننا نناصر الحق والعدالة والمساواة، ونرى أن تمثيلها في الندوة النيابية حق وليس منةً من أحد، لكن أن يرشق البعض المرأة بحجارة تخلفه، فهذا أمر نواجهه على حد السيف، بالكلمة السوية، والموقف الجريء، نواجهه بمجموع القيم والمناقب التي تعتبر زاد أي انسان تحرر من المكبوت الاجتماعي والموروث الثقافي والإرث المتزمت الأجوف.
ونعلن من على هذا المنبر، دعمنا للنساء اللواتي آثرن التواجد في حاضرة العمل السياسي، بكفاءتهن ونضالهن، ونثمن مبادرة أي سياسي ارتضى أن تكون المرأة في قائمته الإنتخابية، رافضا النظرة النمطية الشوهاء، وليس بغريب أن تطاول حجارة السوء ثمار جهود وتضحيات رئيسة " حزب الخضر اللبناني " السيدة ندى زعرور، ولسنا لندافع عنها وعن تاريخها، فهي الأقدر على مواجهة ذوي النفوس الضعيفة.
ومن يعيب على لائحة النائب سامي الجميل وجود رئيسة الخضر في رحابها، ولا سيما في "الشارع المتني"، فنقول له أن زعرور رفدت اللائحة بهالة حضورها، ولن تكون مجرد رقم عابر، بشفاعة نضالها "الأخضر" ولم تكن يوما ملحقة بزعيم أو نائب أو وزير، دأبها العمل في حاضرة الوجع لوطن كرست له وما تزال سني عمرها، وهذا حال نساء كثيرات ينبغي أن نزفهن فراشات في عرس ديموقراطي.