"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -
يتواصل مسلسل خرق قانون حماية الحيوانات والرفق بها، وفي كافة المناطق اللبنانية، وثمة كثيرون يلصقون بالكلاب الضالة "تهمة" الشراسة أو السعار تبريرا لما يقومون به، وتنتشر على وسائل التواصل الإجتماعي شرائط فيديو وصور، يبثها الناشطون أحيانا، ومرتكبو هذه الأفعال تباهيا وتحديا للقوانين أحيانا أخرى.
وفي هذا الإطار، وصل موقعنا ghadinews.net عبر رسالة صوتية من ناشطة عراقية مقيمة في لبنان، جاء فيها: "أثناء قيادتي السيارة في منطقة الرملة البيضاء، رأيت شابان يقودان دراجتين ناريتين ويجران كلبين بجانبهما، لم يكتف الشابان بجر كلبين على الأوتوستراد، بل أن أحد الكلبين لم يستطع الإستمرار وانهار، فقام أحدهما برفعه واستمر بحمله وهو يقود الدراجة النارية بدون خوذة، بل ويناور بالدراجة بين السيارات والطرق المتداخلة، معرضا حياته وحياة الحيوانات والآخرين للخطر"، وأضافت: "بعد أن شاهدوني أصور، لم يتوانيا عن توجيه العبارات النابية والإشارات البذيئة".
إهانة المواطنين
هذه الحالات تتكرر في لبنان، وهي ممارسات تنم عن استهتار بقوانين السير وبالسلامة الشخصية والعامة، وقد أشار البعض بعد عرض الفيديو على صفحتنا على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، أن هذا المشهد يتكرر في هذه المنطقة من بيروت ومناطق أخرى، ويمارسه أشخاص عديدون دون مراعاة لحياة لا السائقين الآخرين أو المارة ولا الحيوان الذي يتم جره، كما أنهم يقومون بإهانة المواطنين والمواطنات عند توجيه أي ملاحظة إليهم.
وأشار البعض إلى أن الشابين ربما هما لصوص وقد سرقوا الكلبين، خصوصا وأن ثمة حالات كثيرة لسرقات طاولت عددا من الكلاب.
هل هي مجرد حالة عابرة؟ أم هي أزمة عامة مع انعدام أدنى معايير الأخلاق والتربية والضمير لدى البعض؟
هذا ما نلمسه ونشاهده كل يوم، مع ممارسة مثل هذه التصرفات، فلا يكتفي بعض المواطنين بالتعدي على الحيوانات الأليفة والضالة كما نشهد في كافة المناطق فحسب، بل تتعدى ممارسات البعض إلى التعدي على البيئة ومن أمثلتها، رمي النفايات وحرقها في الطرقات، وعلى الشاطئ وغيرها، عدا عن قطع الأشجار وحرق الأحراج لكسب مساحة للبناء، وغيرها من الممارسات.
تطبيق القانون
وبالعودة إلى قانون حماية الحيوان والرفق بها، الذي وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العام الماضي، نجد أنه من دون تطبيق حازم لهذا القانون لن يرتدع أي متعد، وقد يقول البعض أن الوقت غير مناسب لانشغال الناس بالإنتخابات، ولكن هل هذا يمنع تطبيق هذا القانون أسوة بالقوانين الأخرى، مثلا قانون السير الذي يطبق بحذافيره، لا بل أن تطبيق قانون حماية الحيوان والرفق بها، قد يدعم الخزينة على أكثر من صعيد خصوصا إن طبق بالتوازي مع قانون الصيد مع ما نشهده من تجاوزات في هذا الملف، من صيد للطيور الممنوع صيدها بالقانون، فضلا عن أن موسم الربيع هو موسم تكاثرها، ما قد يؤدي إلى نفوق صغارها.
ومن جهتنا في موقعنا ghadinews.net، و"جمعية غدي" فهذه ليست الحالة الأولى التي نتابعها في هذا المجال، ومنها جر كلب على الطريق الدولية، وتم معالجة هذه القضية مع صاحب الكب الذي تبين أن كلبه الخاص وأنه لم يستطع إجباره على الصعود إلى السيارة لذا قام بجره، وتعهد بعدم تكرار هذا الأمر.
أما في هذه الحالة الموثقة بالصور، فنترك للمعنيين الحكم، ونضع الفيديو أمام فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسائر الجهات الأمنية المسؤولة، بهدف إجراء المقتضى، وتطبيق القوانين المرعية الإجراء.