"غدي نيوز"
قدم القطري ناصر بن محمد آل جبر، الباحث في مجال الطبيعة والمتخصص في أنواع الطيور المهددة بالانقراض ، مقترحا لوزارة البلدية والبيئة، لإنشاء مشروع "مركز إنتاج وإكثار والحفاظ على التنوع البيولوجي في العالم "، الأمر الذي لاقي قبولا واستحسانا من الجهات المختصة، مشيرا إلى أنه قد حصل بالفعل على موافقات، لإقامة هذا المشروع على أرض الواقع.
وأكد في حديث لموقع "الشرق"، أنه قد نجح في إكثار 149 نوعا، من الطيور المهددة بالانقراض في قطر، وتحديدا داخل المحمية الخاصة به، والتي يطلق عليها "مقر إكثار الطيور النادرة "، وذلك وفقا للقائمة الحمراء التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة، الأمر الذي دفع بالنادي العلمي القطري، لدعم وتشجيع مبادرته في "حماية الطيور من الانقراض"، وذلك في إطار قيام النادي بدعم المبادرات الشبابية بكافة أنواعها، وتقديم الدعم والتسويق اللازم لتلك المبادرة، حيث يتم عمل معرض يشمل العديد من أنواع الطيور النادرة الموجودة لدي الباحث.
ولفت آل جبر إلى أنه يوجد لديه في المحمية الخاصة نوعان من الطيور النادرة، والتي نجح في إكثارها داخل قطر، حتى وصل عددها إلى أكثر من العدد الموجود بالعالم، مثل نوع يدعى "يمامة سانت كروز الأرضية " وهو نوع قد انقرض من الطبيعة، وقد نجح آل جبر في إكثار 16 زوجا منه، رغم انه يوجد بالعالم كله 30 زوجا فقط، وأيضا هناك نوع آخر من الطيور النادرة ويدعى "يمامة سكورو" والذي انقرض من الطبيعة، وقد نجح أيضا في إكثار 10 أزواج منه في قطر.
وأوضح أنه قد أطلق مبادرة شخصية، منذ عام 2011 ساهم من خلالها في الحفاظ على أنواع طيور نادرة داخل قطر، وأنواع مهددة بالانقراض، واقتنائه لمجموعة من أندر الطيور في العالم، والتي بحث عنها وأحضرها من بعض جزر أندونيسيا وأستراليا والقارة الأوروبية وقارة أمريكا الجنوبية، وكل هذه الطيور التي يقتنيها، مصنفة على أنها مهددة بالانقراض وبعضها لا يتجاوز عدده العشرات على مستوى العالم.
وتابع آل جبر قائلا: "لدي حب وشغف منذ الصغر، بأهمية الحفاظ على البيئة، ثم بدأت بالبحث والقراءة والتعمق في هذا الشأن، حيث إنني بدأت في إنتاج الطيور المنقرضة تحديدا في عام 2011، والحمد لله قد ساهمت في الحفاظ على بعض أنواع الطيور في موطنها الاصلي، الأمر الذي لاقي إعجاب الكثير من المهتمين بالشأن البيئي على مستوى العالم".
وقد زار الباحث في قطر بعض الباحثين والمهتمين من أوروبا لرؤية الطيور، والوقوف على أسباب نجاح تلك التجربة، وقد أثمر التواصل بينهم عن فائدة لكلا الجانبين، على حد قوله، وأيضا في نفس السياق قد زاره في مقر مركز الاكثار وفدان من دولة الكويت، إضافة لوفد من كلية التربية مكون من 50 شابا، لرؤية الطيور الحية، كما تطرق إلى مبادراته المختلفة في أميركا اللاتينية، وأندونيسيا التي أنشأت صفحات باللغة الإنجليزية على مواقع مختلفة تزيد من الوعي والاهتمام بالحياة الطبيعية.
وأعرب الباحث عن أمله في طرح مواد دراسية داخل المدارس، تتعلق بأهمية الحفاظ على البيئة المستدامة، وأيضا يتمنى أن يتم عمل ورش ومحاضرات لتدريب الاجيال على الحفاظ على الكائنات الحية، خاصة وأنه على حد قوله مهمة الجيل الحالي، مهمة صعبة، ولكن مسؤولية الجيل القادم في الحفاظ على الطبيعة، الأكثر صعوبة، وبالفعل هناك بعض الطيور التي انقرضت ولم يتبق منها سوى 30 طيراً.
ولفت إلى انه يوجد الكثير من الأهداف والآمال التي يطمح لتحقيقها في هذا المجال، مبينا أن البيئة المناسبة هي مصدر الأمان لكل الكائنات، كما أنها مصدر اقتصادي للدول، وضرب مثالاً لعدد من الجزر، منها جزر سليمان التي تتميز بتنوعها البيئي وكذلك الجيني الذي يظهر على سكانها.