"غدي نيوز" – قسم التنوع البيولوجي -
كشفت مجموعة من الباحثين الدوليين أن النباتات في أوروبا تحاول التأقلم مع الظروف المناخية التي يُسببها الاحتباس الحراري من خلال "اللجوء إلى قمم الجبال العالية".
هذا ما خلصت إليه دراسة علمية شارك فيها باحثون من إحدى عشرة دولة، وأشارت إلى أن النباتات تحاول إيجاد موائل جديدة لغزوها بسبب الارتفاعات المطَّردة في درجات الحرارة، مُستخدمة استراتيجية الهروب من أماكنها الطبيعية والوصول لقمم الجبال بحثا عن درجات حرارة أقل مناسبة لنموها.
تهديد التوازن البيئي
وقالت: "على مدى العقود الماضية، زاد عدد الأنواع النباتية على قمم الجبال الأوروبية بمقدار خمسة أضعاف ما كان عليه خلال المدة ما بين 1957 و 1966".
وحللت الدراسة التي نشرتها دورية "نايتشر" Nature العلمية، بيانات مستقاة من 698 مسحا استقصائيا سبق إجراؤها خلال 145 عاما على 302 قمة جبلية في أوروبا، وأوضحت أن "التسارع في عدد الأنواع النباتية الجبلية مرتبط ارتباطا لا لبس فيه بالاحترار العالمي، وأن الاختلاف في معدلات هطول الأمطار ومُدخلات النيتروجين اللازم لنمو النباتات لا يمكن أن يُفسر الزيادة في عدد الأنواع النباتية الجبلية على الإطلاق".
ووجد الباحثون أن النباتات تُحاول مواكبة عواقب تسريع الأنشطة البشرية المسببة للاحتباس الحراري عبر اللجوء إلى موائل أكثر برودة تُمكنها من النمو والاستمرار في الحياة.
وتمكَّن الباحثون فقط من حساب الأنواع النباتية التي استجابت بالفعل لارتفاع درجات الحرارة المطرد، وتحركت إلى أعلى قمم الجبال، إلا أنهم لم يدرسوا بعد عدد الأنواع التي قد تكون في طريقها إلى القمم الجبلية.
ولا تُظهر الدراسة مقدار الزيادة في الأنواع النباتية الجديدة مُقارنةً بالأنواع الأصلية، ولا تأثيرها على الأنواع الموجودة بالفعل على تلك القمم، ولا حتى إمكانية غزو الأنواع الجديدة للموائل الطبيعية للنباتات التي استقرت على القمم الجبلية منذ قرون، وهو ما قد يُهدد التوازن البيئي في تلك الأماكن.
تأثير الأنواع الغازية
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة مانويل شتاينباور، الذي يعمل في قسم العلوم البيولوجية في "جامعة آرهوس" الدنماركية: "إن الأنواع التي تكيفت مع الظروف الباردة والصخرية على قمم الجبال قد تُزيح الأنواع القديمة التي لا يُمكنها التطور بسرعة كافية للتنافس مع الوافدين الجدد".
ويضيف شتاينباور أن النباتات التي تحركت صعودا لتلك القمم غالبا ما تأتي من الأراضي السهلية العشبية التي تغيرت فيها الظروف المناخية، حتى ولو بنسبة صغيرة".
إلا أن الدراسة تعود وتؤكد أن الأنواع الموجودة على قمم الجبال ليست مُعرضة للخطر بشكل حاد في الوقت الحالي، غير أن التسارع في تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري قد يُسبب خطورةً على التنوع البيولوجي على تلك القمم في المستقبل القريب، وفق ما أشار موقع kolalnastv.com.
ويقول شتاينباور: إن الفريق البحثي بصدد دراسة تأثير الأنواع الغازية على النباتات الأصلية في الوقت الراهن، لعمل دراسة علمية دقيقة حول احتمالية انقراض بعض النباتات على القمم الجبلية، وقد يشهد عام 2100 تغيرا جذريا في أعداد النباتات وأنواعها على القمم الجبلية الأوروبية، ويجب أن نتوقع ذلك التغير وأن نستعد له".