Tuesday, December 11, 2012
لمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد
عبود افتتح مكتب المرصد اللبناني للشفافية
"غدي نيوز"
افتتح وزير السياحة فادي عبود مكتب "المرصد اللبناني للشفافية" في الجديدة، لمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد، في حضور النائب نبيل نقولا، عميد الصناعيين جاك صراف، رئيس النقابات الغذائية جورج نصراوي، نقيب المحاسبين المجازين امين صالح وحشد من الاعلاميين والاكاديميين، ورؤساء البلديات وأصحاب الاختصاص.
وألقى عبود كلمة شرح فيها أهداف المرصد الذي سيشكل مكانا للتلاقي لرصد الانجازات في مجال الشفافية وفتح باب الحوار لاستنباط الأفكار الهادفة الى محاربة الفساد.
وأمل "أن يشكل الأداة والحيز الجغرافي والمعنوي لكل من ضاقت به مساحات الحرية والشفافية، وأن يؤمن مساحة الشفافية اللازمة للمواطن والمسؤول في آن واحد، لإعادة إنتاج ثقة اهتزت في كثير من الأحيان، وأن يكون ساحة نقاش لكل الافكار، والاهم أن يستقطب تلك الافكار المكبوتة والتي يمكن ان تحقق بعض الانجازات في وجه هذه آفة الفساد المستشرية".
وقال: "أكبر من الحماسة هو ذلك الشعور الذي حدا بنا طوال المرحلة الماضية، لكي نصل إلى هذه المناسبة. صحيح أننا نجتمع اليوم وفي بالنا هواجس كثيرة، تبدأ من تعقيدات الحياة اليومية وصولا إلى المخاوف حيال ما يحدث حولنا من اضطرابات تلذع مجتمعنا بتقطع. مخاوف تدق أبواب وعينا منذ استفاقتنا مع ساعات الصباح الأولى.صحيح أن اقتصادنا يمر بإحدى أصعب المراحل تاريخيا، ويئن من أحوال السياسة ومن المعطيات الخارجية التي تضغطة على قطاعاته المختلفة، لكننا نكرر دوما الحديث عن أحوالنا، وكلنا أمل بأن وطننا سيتخطى الصعاب الحالية كما اعتاد خلال حلقات مختلفة من الصراعات التي تبلورت على أرضنا.وعينا يضج أيضا بذلك الأمل القائم بأن لهذا المجتمع واقتصاده فصولا أكثر إشراقا.وأملنا أن ينتقل هذا الشعب إلى الضفة التي تستحقها مبادرته وروحه والمحفزات التي تدفع أبناءه صوب الإبداع. تكلمت عن الابداع ولا بد هنا ان اذكر محاضرة سمعتها من استاذ جامعي بريطاني انتقل الى العمل في اميركا في حقل التعليم، عندما اشار الى أن المناهج التعليمية إذا لم تنجح في خلق قادرين على الابداع والابتكار، فإننا نكون قد فشلنا فشلا ذريعا، فالمتعلم غير القادر على الابتكار هو كالأمي في القرن الماضي".
وأضاف: "أملنا أن ننطلق من حالة القلق هذه إلى مساحات أكثر رحابة من الاستقرار والازدهار. رغم الشعور العارم بالحاجة إلى هذا الاستقرار، هذا الانتقال ليس سهلا، إذ يحتم علينا مواجهة إحدى أصعب العقد التي ترسخت في مجتمعنا.اعتدنا ابتكار توصيفات مختلفة للحديث عنه. في ممارستنا اليومية نسميه شطارة، في القطاع العام نفضل كلمة هدر، في تطلعنا إلى الأفق نعده الوحيد الثابت بين متغيرات كثيرة في هذا المجتمع. لقد تحول فعلا إلى مرض، يوهمنا بأننا مضطرون الى التعايش معه، بل حتى الاستفادة منه لاختصار الطرق والمواربة.المراحل الصعبة التي مرت بها بلدنا، ولا تزال، تقويه من خلال اقتناع الاكثرية من أبنائه بعدم جدوى الاقتتال الداخلي، تجعله أكثر تمسكا بعقولنا وصائغا لسلوكنا".
وتابع: "نجتمع اليوم هنا وقد انزلقت بلادنا إلى مراتب دنيا على سلم الشفافية الدولية. هي اليوم قاب قوسين أو أدنى من التحول إلى أحد أكبر البلدان فسادا في العالم. نعم، تحز في قلوبنا تلك الكلمات، غير أنها في الوقت نفسه تشكل وقودا لإحداث التغيير ودمج الإصرار على تخطي القلق وإدارة ظهرنا للمجهول بطموح التخلص من آفات تنخر بإنتاجيتنا وإبداعنا.إنه الفساد نعم، الذي يكلف اقتصادنا سنويا مليارات الدولارات مباشرة، ويكبدنا أكلافا معنوية مختلفة وتدهورا ثقافيا. وما نطرحه معكم اليوم هو مبادرة للمساهمة في الحيلولة دون تحول هذه الآفة إلى مرض عضال، وإبقاء أبواب الأمل مشرعة لأبناء وطننا وجيله الصاعد".
وأكد "أن الفساد ليس قدر اللبنانيين. الإبداع نعم. الابتكار نعم. الاجتهاد والمثابرة نعم. ولكن ليس الفساد.ولقد شاءت الظروف السيئة والسياسات غير الحكيمة أن تعزز البيئة الصديقة للفساد في مجتمعنا، لكننا بالتأكيد لا نزال نملك المبادرة والحنكة المتسمة بالوعي المجتمعي والتاريخي، للانتقال بواقعنا إلى الضفة الأخرى. سنحتاج بعض الوقت لفعل ذلك، وستحتاج قفزتنا إلى زخم جديد وروح جديدة.لعل في الأجواء التي نعيشها اليوم إكسيرا غير عادي يجعلنا نطمح أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة إحياء القيم المؤسساتية التي نعلم أنها جنبت البلاد صراعات قبل أن ينقض منطق الحروب على وطننا الصغير.هناك صراعات مختلفة تشهدها منطقتنا اليوم وتلقي بظلالها الثقيلة على لبنان. نأمل أن نظهر تلك المناعة لتخطيها. ولكن هذا الشعب أظهر على مر التاريخ أنه ليس فقط متلقيا وتحكمه ردود الفعل، بل هو مبادر".
وأشار الى "أننا في حاجة إلى المبادرة اليوم أكثر من أي وقت، لكي تنطلق من تجاربنا اليومية وأساليب عيشنا نواة علاقات اقتصادية اجتماعية أكثر صراحة ووضوحا، وممارسات وسياسات أكثر شفافية.لقد شددت منظمة الشفافية الدولية في تقريرها عن مدركات الفساد لعام 2012/2013، على أن متغيرات كثيرة شهدها العالم العربي تمثلت بتغيير أنظمة لم تصغ الى شعوبها ولم تعتمد الحوكمة الصالحة لإدارة شؤونهم.غير أن المنظمة تلفت في الوقت نفسه إلى أن الغبار لم ينقشع بعد، وعلينا رصد ما ستؤول إليه الأمور في هذه المنطقة المضطربة، والتي تستحق الاستقرار والازدهار".
ولفت الى "أن الشرط الأساسي لتحقيق الشفافية يتمثل في دمج الممارسات الرشيدة والشفافة في كل قرار حكومي وفي كل حركة في القطاع العام كما في القطاع الخاص الذي يعاني بدوره ممارسات غير تنافسية. وأكثر من ذلك، يجب أن تتحول المؤسسات العامة والقيمون عليها من مجلس الوزراء وصولا إلى الإدارات المختلفة للخضوع للمساءلة، تلك المساءلة هي تحديدا جوهر الديموقراطية والحرية التي تنشدها الشعوب".
واعتبر أن "الربيع هو الانتقال إلى هذا النوع من المساءلة من دون عنف أو قمع أو تخوين. أعلم أن كلامي قد يكون حالما بحدود معينة من منظور كثيرين، بل سأكون أكثر صراحة ربما، حالما من منظوري أنا. ولكن الأحلام وحدها هي التي ستحل هذا الفصل الجميل علينا. علينا أن نبقي أعيننا موجهة على ذلك الضوء في آخر النفق. وبتواضع، نأمل أن يشكل المرصد اللبناني للشفافية الذي أعتز بشرف افتتاحه بحضرتكم اليوم، مساهمة أساسية في توضيح الرؤية وحيزا فعالا للمساهمة في بلورة الحلم بمجتمع أفضل".
وقال: "أكبر من الحماسة هو ذلك الشعور الذي نضمر تغذيته بالتعاون معكم. إنها الحماسة المقرونة بالإيمان بمجتمعنا المميز عن أي مجتمع آخر على وجه هذه المعمورة. مجتمع تضرب به الأمثلة في الكلمات العابرة وتلك الراسخة.في المرصد اللبناني للشفافية، نأمل أن نشكل حافزا جديدا لأبناء مجتمعنا، الشباب منه تحديدا، للاجتماع والحديث والنقاش حول الأساليب والسياسات التي من شانها أن تعزز الثقة بمؤسساتنا وبقيمنا وبقدرتنا على الازدهار جماعة.نأمل أن يمثل هذا المرصد الأداة والحيز الجغرافي والمعنوي لكل من ضاقت به مساحات الحرية والشفافية. ونأمل أن يؤمن مساحة الشفافية اللازمة للمواطن والمسؤول في آن لإعادة إنتاج ثقة اهتزت في كثير من الأحيان. ان يكون ساحة نقاش لكافة الافكار، والاهم ان يستقطب تلك الافكار المكبوتة والتي من الممكن ان تحقق بعض الانجازات في وجه هذه الآفة المستشرية، شفافية تعزز في شبابنا التميز والحماسة للابداع، لا الحماسة لاستقلال أقرب طائرة تنقله عبر البحار والمحيطات".
واردف: "هذا المرصد الذي يهدف الى رصد الانجازات والممارسات الشفافة، يثبت ان الامل موجود وان بعض الانجازات ممكن ان تشكل نموذجا يقتدى به.هذا التميز يجب أن يقترن بالفعل وبالمبادرة. ونحن هنا لكي نسخر ما نقدر عليه من طاقات وإمكانات لنشكل مساهمة متواضعة تعزز التضافر بين أبناء هذا الوطن المتطلعين إلى غد مشرق. من بين مساهمتنا خطوة إنشاء الموقع الإلكترونيFasadBookالذي نأمل أيضا أن يشكل منبرا حرا لجميع الساعين إلى ممارسات أكثر شفافية في القطاعين العام والخاص، ولجميع الذين لذعتهم آفة الفساد، علنا في الفضح والتداول نلجم هذا المرض ونتغلب عليه".
وختم: "أشكركم على تلبية دعوتي ومشاركتي حماستي لتعزيز الشفافية في يوم مواجهة الفساد علنا نشكل خلال القادم من الأيام حالة فاعلة تضغط باتجاه الوصول إلى ذلك النور في آخر النفق".
| قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن |