"غدي نيوز" – أنور عقل ضو -
لعل كثيرين من المرشحين إلى الانتخابات النيابية ، ولا سيما منهم بشكل خاص أولئك الذين انضووا في قوائم السلطة، لم تصلهم رسالتنا كموقع بيئي عندما أطلقنا قبيل الانتخابات الماضية التي تم تطييرها لأسباب معروفة، "خلي ورقتك خضرا"، وكنا وقتذاك قد أطلقنا حملة واسعة تحت هذا الشعار، لأننا كنا على قناعة راسخة بأن التلوث سيصبح معمما، وكنا أيضا قد حذرنا من كارثة النفايات قبل حدوثها بسنتين أو أكثر.
فإذا بنا اليوم نستفيق على مشهد صادم، إذ اصطبغت مياه نهر الكلب باللون الأخضر من تلوث لم تعرف إلى الآن أسبابه.
نخاف في ما بقي من وقت قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع، أن يبادر أحد المرشحين ويتبنى الصور باعتبارها "إنجاز" بيئي بامتياز، ويحاججنا بالقول: "أردتم الأخضر فهذا الأخضر شعارنا"!
لا نتناول هذا الأمر بكونه نادرة طريفة وموجعة فحسب، وإنما لنذكر اللبنانيين قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع، بأن واجبهم الاقتراع بما تمليه عليه ضمائرهم، كي لا تتلون أنهارنا بملوثات من كل الأنواع.
ولنذكر اللبنانيين أيضا أن "سد جنة" سيدمر البيئة في أهم موقع يمثل إرثا طبيعيا وثقافيا في منطقة نهر ابراهيم، فضلا عن غيره من مشاريع سدود لن تجلب المياه إلى اللبنانيين، وإنما ستكون كارثة بدأنا نتلمس نتائجها من سد القرعون وبحيرته "الميتة" إلى "سد شبروح" الذي تهدر مياهه بمعدل 200 ليتر في الثانية، بحسب دراسة أجراها خبراء من الجامعة الأميركية في بيروت، إلى "سد القيسماني" الذي يمثل "إنجازا فضائحيا" بكل ما للكلمة من معنى.
ولنذكر اللبنانيين أن أزمة النفايات ستعود إلى الشارع، وأن من تولوا السلطة لسنوات ست لم يتمكنوا من حل هذه المشكلة، وغيرها الكثير من كوارث قائمة وأخرى موعودة.
نريد الأخضر عنوان حياة، لا نتاج تلوث سيقضي على البقية الباقية من بيئة لبنان... وكرامة اللبنانيين!