"غدي نيوز"
شارك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني في يوم التوعية حول "ضرر التبغ والتدخين"، الذي نظمه مركز المساعدة للاقلاع عن التدخين - قسم امراض الرئة والانعاش الطبي في مستشفى اوتيل ديو دو فرانس، بالتعاون مع قسم الامومة وطب الاطفال، لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين.
وجال حاصباني على المعرض الذي تم تنظيمه، في الباحة الخارجية للمستشفى، وضم أنشطة توعوية عن كيفية اتباع نظام حياة صحي بعيدا عن التدخين. وخضع لاختبار تخطيط التنفس الذي أظهر أن تنفسه طبيعي علما أن وزير الصحة من غير المدخنين. كما جالس أولادا نظم لهم نشاط ترفيهي في مكان المعرض لتسليط الضوء على العلاقة المحورية بين المرأة الحامل والأولاد.
وحضر النشاط الرئيس السابق للجنة الصحة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني، ممثلة عن منظمة الصحة العالمية الدكتورة نهى حمصي، مديرة المعهد الفرنسي في لبنان فيرونيك أولانيان، نقيب الأطباء في بيروت الدكتور ريمون صايغ، رئيس جامعة القديس يوسف ورئيس مجلس إدارة مستشفى أوتيل ديو دو فرانس البروفسور سليم دكاش اليسوعي، رئيس مستشفى أوتيل ديو الأب جوزف نصار ومديرة مركز الإقلاع عن التدخين في المستشفى الدكتورة زينة عون ومنسقة النشاط التوعوي ليلى أبو حبيب وحشد من الأساتذة والأطباء والمعنيين.
حاصباني
وفي كلمة ألقاها في المناسبة أبدى حاصباني لسعادته في المشاركة في نشاطات هدفها الإنسان أولا على غرار هذا النشاط البناء الهادف إلى تقديم الأفضل في قطاع الصحة، وقال: "إن من يدخن أولا هو من يقتل نفسه ويسهم في قتل الآخرين. فإذا لم يكن مهتما بصحته فعليه أن يدرك أنه يؤذي أطفالا وكبارا في السن وكل الناس المحيطين به".
وأضاف: "أن الكلفة غير المباشرة من التدخين كبيرة جدا وخطيرة على المجتمع وعلى صحة الإنسان إذ ينتج عن التدخين أمراض مثل سرطان الرئة الذي تتزايد نسبته نظرا لتزايد استخدام النارجيلة والسيكارة والتلوث".
ولفت حاصباني إلى وجوب أن يتذكر من يدخن السيكارة والنارجيلة بهدف التسلية الموقتة، بأنها ستكلفه من صحته وجيبه والصحة المعنوية والمادية لأهله وأولاده عندما تظهر المشاكل الصحية التي تؤدي غالبا إلى الوفاة بعد معاناة صعبة مع المرض.
وتابع: "أن التدخين من أخطر المشاكل التي تصيب المجتمعات وتضر بتطور الإقتصاد والإنسان"، مشددا على أن "تطبيق القانون ضروري على أن يكون المعني الأول بتطبيقه المواطن الذي عليه البدء بحماية نفسه"، مشيرا إلى "أن من واجباتنا مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين وإيصال رسالة أساسية تكمن في ان من يدخن يقوم بإلحاق الضرر الكبير بنفسه وبعائلته ومجتمعه".
وختم حاصباني داعيا إلى "مواجهة مسؤولة لهذا الخطر القاتل".
مجدلاني
بدوره، لفت مجدلاني إلى أن مخاطر التدخين فقال: "إن في لبنان 3500 وفاة في السنة نتيجة الأمراض الناتجة عن التدخين فيما تبلغ كلفة العلاج 350 مليون دولار". واسف "لما أظهرته دراسة أجراها البرنامج الوطني لمكافحة التدخين من ازدياد لهذه الآفة بين الشباب، فحسب هذه الدراسة يشكل المراهقون بين 12 و15 سنة نسبة 40 بالمئة من الذين يدخنون النارجيلة بينما لا تتعدى هذه النسبة 6 بالمئة في أوروبا".
وشدد مجدلاني على ضرورة تطبيق القانون، كاشفا أن "هناك وزراء مسؤولين في الدولة لا يسهمون إيجابا في تحقيق هذا الأمر، رغم ما يشكله التدخين من آفة علينا مواجهتها لنوفر على الصحة والبيئة والإقتصاد المشاكل الكبيرة". ولفت إلى "أهمية إجراء المزيد من حملات التوعية المستدامة وإنشاء مراكز مساعدة في المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الصحية الأولية للتخلص من هذه المشكلة".
نصار
وكان النشاط قد استهل بكلمة ترحيبية للأب نصار الذي قال: "إن الهدف منه تشجيع الرأي العام على اعتماد نظام حياة صحي يبدأ بالإقلاع عن التدخين"، ولفت إلى أن مستشفى أوتيل ديو يركز على اعتماد الوقاية والتدريب الأفضل للأطباء وللجسم الطبي من خلال تطبيق أحدث الممارسات الطبية وتشجيع المرضى على اعتمادها.
رياشي
أما رئيس قسم امراض الرئة والانعاش الطبي في المستشفى البروفسور موسى رياشي فقد رأى ان المواجهة العالمية ضد الدخان تشهد مرحلة حرجة، مضيفا "أن مركز الاقلاع عن التدخين في مستشفى اوتيل ديو يتحرك منذ عشر سنوات من اجل اعتماد استراتيجيات للقضاء على هذه الآفة. وقد تم اتخاذ تدابير صارمة في المركز لحماية أجيال المستقبل والجيل الحالي من النتائج الكارثية للتدخين.
ورأى أن ما ينقص على مستوى لبنان أمران: اولا التركيز من خلال الإعلام والتواصل على القضاء على ما تسببه السيجارة من عامل جذب للمدخن للبدء بالوقاية الحقيقية من آفة التدخين. ثانيا إيقاف انتشار النارجيلة في مجتمعنا من خلال تطبيق القانون المعمول به. وختم داعيا إلى إطلاق شعار جديد "أن تقلع عن التدخين متأخرا أفضل من الا تقلع ابدا".
دكاش
بدوره، لفت البروفسور دكاش إلى المسؤولية المجتمعية والأخلاقية التي لا بد من الإضطلاع بها حيال تفشي التدخين خصوصا لدى الشبيبة. فصحيح أن هناك قوانين تضع نظريا الضوابط والحدود الصارمة للحد من التدخين وتبعاته على مستوى المساحات العامة كالجامعة والمقهى والمستشفى وغير ذلك، إلا أننا اليوم مع غياب تطبيق القانون، أمام واقع أنه على المسؤول في مؤسسته أن يتخذ التدابير بنفسه لتطبيق القانون الذي وضع من أجل خير الناس وسعادتهم خصوصا سعادة أولئك الذين اختاروا عدم التدخين إلا أنهم يتحملون في غالب الأحيان بشكل غير مباشر تبعات المدخن والتدخين.
وأعلن دكاش أنه انطلاقا من مسؤوليتنا التربوية سوف تدعو الجامعة قريبا مختلف أفرقائها من الطالب إلى المعلم والإداري أن يعمدوا إلى تطبيق القانون بحيث تخلو المساحات العامة من التدخين وتكون الجامعة بمختلف مؤسساتها متحررة من التدخين.
وهنأ مركز المساعدة للاقلاع عن التدخين على مبادرته في تنظيم يوم مفتوح للتوعية والتوجيه، مؤكدا أن "الضمير الحي والوجدان الواعي المسؤول هو الذي يحمل هموم هذا المجتمع وبالتالي لن نتراجع عن تقديم أجود البرامج الطبية والتربوية للوصول إلى مجتمع يكون الفرح فيه هو الغالب على الأحزان وحب العيش هو الغالب على إرادة الموت.