"غدي نيوز"
وجه الخبير في الجيولوجيا والمياه الجوفية رئيس جمعية "حماية الثروة المائية" في منطقة تنورين الدكتور نافذ حرب كتابا الى رئيس مجلس بلدية تنورين بهاء حرب والأعضاء، دعا فيه إلى العمل على "وقف تنفيذ استخراج الصخور من جرد تنورين".
وقال حرب في كتابه: "بناء على بيانك الذي تؤكد فيه ان مجلس البلدية لم يوافق او يوقع على اي عقد او قرار، كما انه لم يوافق على التفاصيل التنفيذية ولا على المشاريع البديلة المطروحة في الجرد وبما ان الشركة المنفذة لا تستطيع الالتزام بالشروط الموضوعة لاسباب تقنية وجيولوجية نظرا لعدم تحديد الاماكن المنوي استخراج الصخور منها ولتعذر احترام المحافظة على الا يتعدى عمق الحفر لنزع الصخور المتر الواحد، ولصعوبة التقيد بالكمية التي لا تتعدى 350000 متر مكعب والتي ليس من السهولة بمكان احتسابها قبل استخراجها وبعد نقلها. لذلك، وبما ان هذا المشروع المبهم الذي يشوبه الوضوح القانوني والذي سيقضي على مساحات كبيرة من الصخور الجميلة في جرد تنورين عدا عن اضراره البيئية التي تفوق بكثير منافعه المحصورة بالمادية فقط، ولأن هذا المشروع قد لاقى اعتراضات كثيرة من الجمعيات البيئية المحلية والبعيدة ومن ابناء منطقة تنورين الاوفياء لبيئتهم حيث ان هناك نقمة عارمة وانقساما حادا في تنورين بين مؤيدين للمشروع ومعارضين له، وهذه الحال فيها من الاستفزازات ومن الشتائم ومن التحديات ومن القلوب المليئة بالاحقاد ما لا تحمد عقباه".
أضاف: "لذلك ندعوك يا استاذ بهاء للوقوف الى جانب اهلك وناسك هؤلاء الناس الذين يحبون جردهم ومستعدون للدفاع عن كل حبة تراب او حجرة صغيرة منه، بوقف تنفيذ استخراج الصخور من جرد تنورين .هذا الجرد الذي يخص ويعني كل مواطن تنوري. ونحن اذ نعتبر انك اشد الحريصين على احترام قوانين البيئة كيف لا وانت رئيس محمية ارز تنورين اهم تراث بيئي في المنطقة، نثمن عاليا الخطوة الجريئة التي نحن متأكدين انك ستأخذها لوقف العقد مع شركة معوض. وسحب الجرافات المكشرة عن انيابها لافتراس الجرد. نعم نحن متأكدون أنك لا تسمح بتشويه لوحات طبيعية من أجمل ما خلق ولا بإيجاد مصدر تلوث للمياه الجوفية من زيوت وحركة الجرافات والكميونات التي سوف تتسرب بسرعة الى المياه الجوفية وبخاصة أن تشقق الصخور تزيد نسبيا 30 بالمئة في المقالع عن حالتها من قبل الاشغال".
وتابع: "ان جيولوجية جرد تنورين تتميز بطبقات كلسية متشققة صخرية ومرنية; تعود للعصر الجيولوجي الثالث ما يسمى بالكريتاسي العلوي، الذي تتراوح سماكته في منطقتنا بين الـ 400 و500 متر حيث ينتهي في سفح السلسلة الغربية ويبدأ الكريتاسي السفلي وعلى هذا المستوى تتفجر المياه الجوفية بالينابيع القوية. لا نستغرب يوما ان المقالع التي خلفها نزع الصخور ان تصبح يوما الاختيار الانسب لمطامر النفايات المهربة ان لم تكن المعتمدة في ادارة النفايات كما كان معتمدا طمرها في السلسلة الشرقية يوم ازمة النفايات وليس هذا من بعيد يوم جاءوا بالخبراء من ايطاليا لدراسة المواقع".
وقال: "لقد منعت الصيد في منطقة تنورين كان ذلك لانك تريد ان تحافظ على البيئة وعلى جمال الطبيعة بالحفاظ على الحجل وابو بليق والارنب البري والافعى البرشاء المعروفة بالحية الطرشاء والتي اصبحت في مرحلة الانقراض وهي موضوع اهم الباحثين في عالم الطب. فماذا نقول لكل هؤلاء الا ترحلوا من جردنا على صوت الجرافات وهدير الكميونات؟ استاذ بهاء ان من اشد مساوئ هذا المشروع القضاء على التنوع البيولوجي من حيوان ونبات ومناخ ونقاوة هواء وماء. وان انسى فكيف انسى شجرة اللزاب الصلبة والمقاومة والتي ما زالت جذورها قائمة والتي خصصت لها فقرة مهمة في برنامجي لانتخابات البلدية لاعادة احيائها بكلفة متواضعة، ومع هذا المشروع سنقضي على قسم كبير من هذه الشجيرات التي يجب ان نساعدها على الاستنهاض".
أضاف: "نحن نتفهم ان نواياكم صادقة وان هدف المجلس البلدي هو تغذية الخزينة وهذا يخدم الانماء ولكن هذا الربح لا يعوض جزء من الخسارة التي ستلحق بالجرد. نعم ان الجرد بحاجة الى خريطة طرق سياحية متنوعة علي مساحة الجرد لا الى طرق توصل الى كسارات ومقالع".
وتابع: "ان منطقة تنورين هي بغنى عن هذا الجو الاحتقاني الذي اوجده هذا المشروع ، فلا يستحق شعبنا ان يعيش ازمات جديدة فيكفينا ازمات ومصائب بيئية واقتصادية وهجرة لشبابنا وتلوث وامراض . ونستغرب كيف ان الوزارات والايحالات تفرض على شعب آمن مشكلة بيئية لسد من اساسه فاشل، فيتفكك المجتمع التنوري وينقسم على نفسه، دون ان يأخذوا بعين الاعتبار رأي المجتمع المحلي والجمعيات البيئية".
وختم: "حضرة رئيس واعضاء المجلس البلدي في تنورين، رأفة بأطفالنا وبشيوخنا وبمحبي منطقة تنورين الذين يؤمونها للتنزه وللتمتع بجمال طبيعتها وبعذوبة مائها وهوائها نتمنى عليكم مجددا وقف العقد نهائيا مع المتعهد لاستخراج الصخور من جرد تنورين وسحب الجرافات وبذلك يفرح الجميع وليس من خاسر ولا منتصر فالجرد وحده رابح".