"غدي نيوز" – قسم التنوع البيولوجي
على مدى عشرين سنة مضت، أطلق خبراء البيئة تحذيرات من أن موارد " بحيرة فكتوريا " التي تعتبر "رئة" دول شرق أفريقيا آخذة في النفاد، وعزوا السبب إلى الإفراط في الصيد والتلوث، مؤكدين أن العواقب ستكون وخيمة لملايين الأفارقة الذين يعيشون في هذه الرقعة.
ومؤخرا جاء "تقرير الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة" IUCN ليعزز هذه المخاوف، إذ دعا إلى تطوير مناطق محمية جديدة لتوسيع المناطق القائمة بهدف توفير الحماية المناسبة للتنوع البيولوجي الفريد والثمين لحوض بحيرة فيكتوريا التي تعد خزانا هاما لأنواع الأسماك، فضلا عن أنها إيضا محمية للرخويات والعديد من النباتات المائية التي تقوم بتصفية المياه وتؤدي وظائف أخرى مهمة.
آثار كارثية
وحذر تقرير الـــ IUCN من أنه إذا لم يتم وقف انقراض هذه الأنواع، فإن القارة الأفريقية ستفقد ذلك التنوع البيولوجي بشكل لا رجعة فيه، فضلا عن حرمان ملايين البشر من مصدر أساسي من مصادر الدخل والغذاء.
ويقول لويل داريول، أحد معدي التقرير:" إن 76 بالمئة من نوعية كائنات المياه العذبة الموجودة في حوض بحيرة فيكتوريا مهدد بالانقراض". مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بحوالي 150 نوعا، من بينها الأسماك والرخويات والروبيان، فضلا على سرطان البحر والنباتات المائية الأصلية في بحيرة فيكتوريا.
وأضاف داريول أن حوض بحيرة فيكتوريا غني تماما بالسلالات الفريدة من نوعها، وأن هذه السلالات لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض، والمؤسف أن هذا التنوع البيولوجي تجري إبادته والقضاء عليه، محذرا من الآثار الكارثية على المجتمعات التي تعتمد معيشتها على البحيرة.
تلوث المياه
ويقول التقرير، وفق ما أشارت "الدستور" dostor.org إن "الأنواع المهددة بالانقراض تعد مصادر مهمة للغذاء لملايين من البشر الذين يعيشون حول حوض بحيرة فيكتوريا، وأن هذه الآثار ستطاول كلا من كينيا وتنزانيا وأوغندا.
وأوضح أن "حوض بحيرة فيكتوريا يعد موطنا من مواطن الموارد الطبيعية الهائلة، بما في ذلك مصائد الأسماك والغابات والأراضي الرطبة التي تساعد في توفير الغذاء والماء النظيف للمجتمعات المحلية، ودعم سبل معيشتها.
وفي ما يتعلق بالمجتمعات المحلية التي تعيش بشكل أساسي على الصيد، فإن الوضع بات مثيرا للقلق إذ أصبحت الأسماك أكثر ندرة وبخاصة تلك النوعية من الأسماك التي يسمونها "فرخ النيل"، وتعد من الأنواع الشائعة في شرق أفريقيا.
ففي كينيا على سبيل المثال يصل متوسط ما يصطاده الصياد إلى حوالى كيلو واحد فقط من الأسماك يوميا، بينما كان متوسط ما يصطاده في التسعينيات من القرن الماضي حوالي 100 كيلوغرام من الأسماك في اليوم الواحد.
ويرجع هذا الانخفاض الحاد في الموارد السمكية إلى زيادة عدد الصيادين من ناحية وتلوث مياه البحيرة بسبب مخلفات المصانع وشبكات الصرف الصحي التي تلقى يوميا بملايين الليترات من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحيرة.