"غدي نيوز" - سوزان أبو سعيد ضو -
تعتبر منطقة "تالوين" أو "تالاوين" القائمة في وسط المغرب عاصمة الزعفران Saffron في البلاد، فيما شهرتها تخطت حدود المغرب، فهي تنتج ما بين 2 و 3 أطنان من الزعفران سنويا يتم تسويق جزء منه بالسوق المغربية، فيما يتم تصدير الجزء الأكبر منه، ولا سيما إلى أوروبا.
ويعود الفضل في ذلك بالدرجة الأولى إلى النساء اللائي يضطلعن بدور محوري في عملية الإنتاج، حيث أنشأن تعاونيات زراعية، وأسهمن بالتالي في جعل المنطقة تحتل مركز الصدارة في إنتاج وتسويق زعفران ذي جودة عالية.
الجدير بالذكر أن المغرب هو ثاني منتج للزعفران في العالم بعد إيران، ورغم ذلك قلما نسمع عن زعفران المغرب، فيما نسمع مثلا عن زعفران إسبانيا رغم أنها لا تنتج الزعفران بل يقتصر دورها على تسويقه، وتحتل تالوين مركز الصدارة في الانتاج، حيث تضم أكبر مساحات مزروعة بزهور الزعفران.
والزعفران أو الذهب الأحمر كما يحلو للمغاربة تسميته لا تخلو الموائد والأطباق المغربية منه، نظراً لنكهته المميزة وخصائصه العلاجية، لذا تقتنيه جميع الأسر.
وتعتبر زراعة الزعفران في تالوين المدينة من اختصاص السيدات دون منازع، فزراعته أصبحت مطلوبة نظراً لثمنه الباهظ، إذ يصل الغرام منه إلى 12 دولاراً، وقفز سعره عالمياً في السنوات الأخيرة، وبالتالي باتت زراعته والتجارة فيه تدر دخلاً كبيراً للعائلات.
وتستخرج زهور الزعفران يدوياً في عملية دقيقة تحتاج إلى قدر كبير من الخبرة، حيث يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد ما بين 50 إلى 75 ألفاً من أزهار النبات، ونظراً لخصائصه قررت جمعية تعاونية نسائية في تالوين إضافة زراعة الزعفران إلى نشاطها في إنتاج مستحضرات التجميل والإضافات الغذائية.
والزعفران هو المياسم المجففة للزهرة التي تُعرف باسم "زعفران الخريف البنفسجي"، ولكل زهرة ثلاثة مياسم يتم قطفها بعناية وتجفيفها. وللحصول على 450 غراما من تابل الزعفران، يجب تجفيف ما لا يقل عن 225000 ميسم، لذا يُعد الزعفران من أغلى التوابل في العالم.
سلاح طبيعي ضد السرطان
ويعتبر الزعفران من أهم المتممات الغذائية، حتى أن علماء كشفوا مؤخرا ما اعتبروه "أحدث سلاح طبيعي في المعركة ضد السرطان وهو زعفران الخريف. ووجد العلماء في دراسة نشرت نتائجها صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أن "الزعفران يعمل على القضاء على الأورام والشفاء من المرض"، لافتين إلى أنه "يعمل ضد جميع أنواع السرطان تقريبا، بما في ذلك سرطان الثدى والأمعاء والرئة والبروستات وهي أكثر أربعة أمراض قاتلة في العالم".
وأشار الباحثون إلى أن أفضل ما يميز الزعفران أنه خال من الآثار الجانبية، موضحين أن الاختبارات التي تطبق على المرضى يمكن أن تبدأ في الأشهر المقبلة، والدواء المستمد منه قد يكون متاحاً فى غضون 5 سنوات فقط.
ويعتمد الدواء الجديد على "الكولشيسين" المستخرج من زعفران الخريف المعروف بأن له خصائص مضادة للسرطان، ولكن يعتقد أنه سام جداً للإنسان، وأضاف الباحثون أن "الكولشيسين" يوقف الأوعية الدموية التي تغذي الأورام بالأوكسجين والغذاء لنموه.
مهرجان "تالوين" للزعفران
ويعد زعفران تالوين مصدر عيش ساكنيها الوحيد إلى جانب بعض أعمال الزراعة، يتناولونه كل يوم مع شرب الشاي ويقدمونه للسياح المغاربة والأجانب نظرا لقيمته الغذائية والدوائية الهامتين، إذ يعتقد سكان البلدة أنه يعالج نحو 90 مرضا.
وإذا كانت منافع الزعفران الغذائية والصحية كبيرة، فإن بعضا من الفنانين يوظفونه في لوحاتهم التشكيلية عبر خلطه مع الماء الدافئ والبارد، فينتج اللونين الأصفر والأحمر الذي يشكل ألوان لوحات كما هو حال التشكيلي محمد الجعفري، حيث رائحة الزعفران تشتم من لوحاته.
و"تالوين" تحتضن سنويا وبانتظام منذ عام 2007 مهرجانا يحمل اسمها "مهرجان تالوين للزعفران"، لينافس اليوم منتوجها دول الهند وإيران واليونان، فضلا عن ذلك فإن "زعفران تالوين" الأصيل الرفيع يصل إلى 4 كيلوغرامات في الهكتار الواحد سنويا.