"غدي نيوز"
علق مستشار وزير البيئة طارق الخطيب الدكتور جوزف الاسمر، في تصريح، على المواقف التي صدرت منذ إقرار اللجان النيابية المشتركة مشروع قانون الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة والتي ركزت بالتحديد على أحد خيارات المعالجة وهو التفكك الحراري، مشيرا الى أن "مسألة التفكك الحراري أو المحارق موجودة في كل أنحاء العالم، مع العلم أنها تطبق في جميع الدول".
وقال: "في حالة لبنان، حيث لا توجد مساحة كافية لمعالجة النفايات (خصوصا ما يسمى بالـ NIMBY -Not In My Backyard) نبذل قصارى جهدنا للعلاج الأنظف مثل الفرز وإعادة التدوير والتسبيخ"، لافتا الى أن "كانت هذه خطتنا كوزارة والمبنية على اللامركزية، لكننا نواجه مشكلة مع البلديات والمواطنين الذين يمكن أن يكون لديهم بعض معامل المعالجة بالقرب منهم".
أضاف الأسمر: "في الواقع، كل الناس لديهم نظريات في أذهانهم لمعالجة النفايات، لكن لا أحد منهم يريد أن يعالجها حتى في مدنهم، ويطلبون أن تعالج بعيدا من مناطقهم، وهنا تكمن المشكلة، حيث نلتف دائما حول نقطة معينة تمنعنا من تطبيق خطتنا. إضافة إلى ذلك، فإن تقنية التفكك الحراري، التي تستخدم في كل مكان (ويجب مراقبتها في كل مكان) ليست سامة بقدر ما يعتقد البعض، وتساعد في تقليص حجم النفايات بنسبة تفوق الـ 90 بالمئة نسبة الى حجمها الأولي".
وأوضح أن "ناتج هذه التقنية ينقسم إلى جزئين: الرماد السفلي (وهو ليس ملوثا لأن المواد الكيميائية يتم معالجتها بواسطة الحرارة العالية) ويستعمل في الأرصفة والطرقات، وهناك الرماد المتطاير (وهو الذي يعتبر خطيرا بسبب مادتي الديوكسين والفيوران) والذي يتم التقاطه من خلال فلاتر خاصة (Electrostatic precipitator) والتعامل مع هذا الرماد يتم وفقا لإتفاقية بازل حيث يتم ترحيله إلى دولة أخرى حيث تتم معالجته (على سبيل المثال: ترسل ألمانيا الرماد المتطاير إلى دولة النروج لمعالجته). مع العلم أننا نظريا مع معامل معالجة النفايات من خلال الفرز واعادة التدوير والتسبيخ، وهنا يكمن دور السلطات المحلية (أي البلديات)؛ لكن عند عدم قدرة هذه السلطات على معالجتها بنفسها لسبب أو لآخر، سوف نكون مضطرين لمعالجتها مركزيا من خلال تقنية التفكك الحراري أو المحارق التي تنتج كهرباء من النفايات".
وختم الأسمر: "نحن لا نشجع المحارق على مستوى بلدية لأنها بحاجة إلى صيانة ومراقبة بشكل جدي، لذا يمكننا أن ننصح بأن تكون فقط كخطة مركزية أو على الأقل على مستوى تجمع عشرات البلديات ومعالجة ما لا يقل عن الألف طن يوميا. وللتوضيح، إننا نشجع المواطن على الفرز من المصدر وعادة التدوير والتسبيخ. ومع زيادة الوعي البيئي عند المواطن، تخف الحاجة للتفكك الحراري. مع العلم، أن الدراسات أثبتت أن كل الدول التي استعملت المحارق، زادت نسبة الفرز عندها الى حوالي الـ35 بالمئة، وهذا ليس عن عبث. ففي الواقع، المحارق لا يمكنها استقبال المواد المعدنية والحديدية، ما يتطلب من المشغل أن يفرز قبل ارسال النفايات إليها".