"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
في زيارته الأخيرة إلى لبنان سنحت الفرصة بلقاء مسؤول التخطيط في البرامج البيئية في محمية دبي والـ original coach chair in ecosystem management التابعة لـ "الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة IUCN تامر علي محمد خفاجة، وهو من البيئيين الذين رسخوا مفاهيم الاستدامة، ومعه نتأكد أن البيئة علم وتجربة عمادهما المعرفة المصقولة بالخبرة، وأن حماية الطبيعة انطلاقا من فضاء المحميات هو المدى الأرحب الذي يعيدنا إلى جذورنا الإنسانية والتفاعل الأمثل مع محيطنا.
كما أن خفاجة هو في الوقت عينه عضو في لجنة النسور EAGL Committee وهي اختصار لـ "مجموعات خبراء تقييم اللائحة الخضراء"Expert Assessment groups for the Green List المختصة بتقييم المواقع والمحميات الخضراء أي Green list protected areas، وقد التقاه "غدي نيوز" وكان هذا الحوار الذي تناول "محمية أرز الشوف للمدى الحيوي"، خصوصا وأن زيارته للبنان تندرج في إطار تقييم عمل المحمية:
"غدي نيوز": ما كانت مهمتكم في محمية أرز الشوف؟
خفاجة: كانت لتقييم محمية أرز الشوف، لتحصل على القائمة الخضراء من خلال التواصل مع مختلف "الأطراف الفاعلة" Stakeholders في المحمية وحولها، والتواصل مع الشركاء المحليين، لمعرفة الفائدة العائدة عليهم والمشاكل التي تواجههم والتي تواجه المحمية، والإطلاع على بعض الأوراق الثبوتية اللازمة للنشاطات المختلفة، وفي نهاية الزيارة نقوم برفع تقرير للجنة، نورد فيه أن كانت "وسائل التحقق" Means of Verifications قد تم تحقيقها من خلال وثائق ومن خلال الزيارة الميدانية التي ننفذها. وبعد نهاية الزيارة نرفع التقرير للجنة الـ EAGL التابعة للـ IUCN وإن شاء الله في احتفالية في شرم الشيخ، يتم إعلان المحميات المنضمة إلى القوائم الخضراء ويعلن اسمها (محمية الشوف) ضمن هذه اللائحة.
"غدي نيوز": ما هي المحميات المنافسة على القائمة؟
خفاجة: إن كنا نتكلم عن منطقة غرب آسيا، فهناك محمية أرز الشوف في لبنان، ثلاث محميات في الأردن، وأربع محميات في دولة الإمارات، ونحن اللجنة المختصة فيها، ولكن طبعا هناك محميات على مستوى العالم ككل.
"غدي نيوز": وماذا عن تقييم أعمال محمية أرز الشوف؟
خفاجة: سنناقش موضوع محمية أرز الشوف مع الدكتور خالد علام، أما لناحية رأيي الشخصي، فإن المحمية حققت نسبة عالية من المؤشرات Indicators، من التي نتدارسها، فالمحمية متفوقة جدا في مجال التعاون مع الشركاء المحليين، وفي زيارات عدة سابقة تبين أن المجتمع المحلي يشيد بدور المحمية، وقد يكون لدى البعض ملاحظات معينة، لكن أرى أن تقبل المحمية للانتقادات بصورة جيدة يفتح المجال للتواصل والحوار، وبرأيي الشخصي فإن المحمية مؤهلة لتكون على القائمة الخضراء Green List.
"غدي نيوز": ما موقع محمية أرز الشوف بالمقارنة مع المحميات الأخرى التي تتعاملون معها والمرشحة للقائمة الخضراء؟
خفاجة: هناك أكثر من 50 مؤشرا لأداء المحمية من المفترض أن تحققه، وبالوثائق التي تؤكد وتبرز هذه المؤشرات، وهناك محميات عدة لم تتوصل لإكمال هذه المؤشرات الخمسين، بل لا زالت تحاول إثباتها، ولو اعتبرنا هذه المؤشرات هي بمثابة أسئلة فقد تمكنت محمية أرز الشوف من الإجابة عليها، فالمؤشرات واضحة، ومن الممكن تقييمها بصورة شاملة، ومن الجدير ذكره أنها زيارتنا الأولى الميدانية لمحمية في منطقة غرب آسيا ليتم تقييمها على القائمة الخضراء، وهي حالة مميزة وسيكون لها عائد كونها سباقة استطاعت أن تنهي كافة المؤشرات، ومقارنة بالمحميات الأخرى فهي رقم 1.
"غدي نيوز": هل من الممكن أن تعمم تجربة محمية أرز الشوف كمثال في المنطقة؟
خفاجة: هي مثال قوي وواضح، وأتمنى أنه من خلال القائمة الخضراء أن تكون مثالا جيدا للمناطق الأخرى، والدول الأخرى، طبعا هناك عادات وأمور مختلفة بين الدول، ولكن كمدى حيوي Biosphere Reserve فهي مثال مميز للغاية، وأنا من المؤيدين أن هذا المثال يجب تطبيقه في المنطقة.
"غدي نيوز": ماذا عن كيفية تعاطي مدير محمية أرز الشوف نزار هاني مع الفريق التابع له وتقييمك الشخصي؟
خفاجة: لدى الأستاذ نزار هاني ثقافة واسعة جدا نتيجة خبرات متراكمة على مدى سنوات عدة، وعمله في المحمية، وهذا الأمر يعتبر عاملا مؤثرا في تقييم المحمية للقائمة الخضراء، فوجوده وترتيبه لهذه الزيارة وتجميع الشركاء المحليين، كان عاملا إيجابيا في تسهيل الزيارة الخاصة بنا، فقد استطعنا في زيارة واحدة اليوم من دراسة أكثر من ستة أماكن، وهذا ما لم نستطع القيام به في المحميات الأخرى في المنطقة العربية، فوجوده وخبرته التي تتجاوز 18 سنة، سهلت تقييم المحمية وقيامنا بعملنا كخبراء تقييم، وكان عاملا مساعدا وقويا في عملية التقييم بشكل عام.
"غدي نيوز": ماذا عن تقييمكم لدور الإعلام البيئي في لبنان؟
خفاجة: "أود شكركم شخصيا فبعد مقابلتنا في أبو ظبي وفي الأردن، وكيفية توصيل الرسالة بصورة جاذبة للمجتمعات ولأفراد مختلفين، ومن هنا أقول أن دور الإعلام البيئي مميز ومهم قوي للغاية، وغير موجود في أي دولة ثانية، ونتمنى تعميم تجربة "غدي نيوز"، وسأنشر كبداية هذا الموضوع في دبي، ونطبقه على مناطق أخرى في دولة الإمارات.