"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
في معظم دول العالم، ثمة ملاجىء خاصة للحيوانات الأليفة، وتمكنت هذه الدول من مواجهة هذه المشكلة بطرق إنسانية وحضارية، ففي الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، لا يمكن لأي إنسان أن يلقي حيواناته الأليفة على الطرقات وفي الساحات العامة، وإن فعل ذلك فسيخضع للعقاب وفقا للقوانين، فضلا عن أن ثمة جمعيات معنية بحماية الحيوانات الأليفة مهمتها تسلم الكلاب أو القطط التي قرر أصحابها التخلي عنها لأسباب مختلفة، وغالبا ما تكون بسبب السفر أو عدم قدرة من اقتنى هذه الحيوانات في يوم من الأيام على الاستمرار في معاملتها.
لذلك لا تواجه المجتمعات في هذه الدول مشكلة الكلاب الضالة، وأبعد من ذلك، فإن الجمعيات تقوم بالاعتناء بهذه الحيوانات في مراكز متخصصة، وتقدم لها الرعاية الصحية من لقاحات أو عمليات تعقيم وإخصاء للحد من تكاثرها، حتى أن كثيرين ممن يودون اقتناء حيوان أليف يتوجهون إليها ويقومون باختيار وتبني كلبا أو قطة مع تعهد بحسن المعاملة.
في لبنان
في لبنان صدر قانون صريح وواضح لحماية الحيوانات الأليفة، إلا أنه ما يزال حبرا على ورق، علما أن الحيونات الشاردة تتكاثر بسبب أن الناس الذين قرروا يوما اقتناءها قرروا التخلص منها برميها في أماكن بعيدة، والمشكلة تبدأ هنا، وهذه الحيوانات بسبب احتكاكها بالحيوانات البرية تكون عرضة لامراض وأخطرها السعار.
فمن المسؤول عن تطبيق القانون؟ وكيف السبيل لوضع حد لهذه المشكلة؟ وما تجدر الإشارة إليه أن ثمة هوسا في اقتناء هذه الحيوانات، وبعضها يتم استقدامها من الخارج وبمبالغ مالية طائلة، ويكون دخولها لبنان متسوفيا الشروط الصحية، لكن بعض العائلات تقرر لسبب أو لآخر التخلص منها، دون أدنى أي شعور بالمسؤولية، ودون مراعاة أمور عديدة، من بينها أن المواطنين لا يمكن أن يتحملوا تبعات هذا الأمر، كما أنه لا يمكن العبث بحياة هذه الكائنات وتعنيفها ورميها في الشوارع.
دير قوبل
ومع استشراء ظاهرة الكلاب والحيوانات الشاردة في كافة المناطق، ومع تفاقم أزمة النفايات، نراها تتكاثر مكونة مجموعات تهاجم المارة والسكان، فضلا عن تعرض بعض الأهالي لهجماتها، وإصابة بعض المواطنين بجراح، بالإضافة لتعرض أحد المواطنين لداء السعار في الفترة الماضية ما أدى إلى وفاته.
وفي هذا المجال، ناشد مواطنون من منطقة " دير قوبل " جنوب العاصمة بيروت موقعنا "غدي نيوز"، إيصال صوتهم إلى الجهات المسؤولة، وهم يشتكون من مجموعة من الكلاب الشاردة في أحد الأحياء المكتظة بالسكان في البلدة.
وأشار أحد المواطنين إلى أن هذه الكلاب متواجدة في شارع 33 في بلدة دير قوبل، وهي تتجمع وتهاجم المارة والأطفال، وتخوفا من تسببها بإصابات أو بأمراض، تواصل السكان مع الجمعيات المختصة بالرفق بالحيوانات، فأجابتهم بضرورة التوجه إلى البلدية، إلا أن بلدية دير قوبل محلولة منذ فترة، وخوفا من أن يأخذ بعض الأشخاص الأمر على عاتقهم، توجهوا عبر "غدي نيوز" لإيصال رسالتهم إلى الجهات المعنية والمختصة للمبادرة بإجراءات لنقل هذه الحيوانات خصوصا وأنهم لا يريديون أن تتعرض لأي أذى.
وبدورنا في "غدي نيوز" نتوجه لكافة المعنيين لأخذ الإجراءات المتبعة في هذا المجال، وإيلاء موضوع الكلاب الشاردة الإهتمام الكامل، وإيجاد حلول متكاملة، لا سيما وأن هذه الظاهرة بدأت تتفاقم في كافة المناطق، ما يتطلب إجراءات وحلول متكاملة، بهدف حماية الأهالي وهذه الحيوانات وبالصورة الأفضل.