Friday, December 21, 2018
ممثل ابي خليل: تخفيف اعباء النزوح بالعودة الامنة معوض: على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته
"غدي نيوز"
افتتحت "مؤسسة رينه معوض" مشروع حفر وتجهيز بئر إرتوازية في الريحانية، في القصر البلدي - ببنين، ضمن إطار برنامج "المساعدة الطارئة في المياه و الصرف الصحي للاجئين السوريين والسكان المتضررين في شمال لبنان"، المنفذ من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالشراكة مع "مؤسسة رينه معوض"، وبالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه ومؤسسة مياه لبنان الشمالي وبالتنسيق مع بلدية ببنين - العبدة.
حضر الحفل ممثل وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار ابي خليل جيمي جبور، الرئيس التنفيذي ل"مؤسسة رينه معوض" النائب ميشال معوض، ممثل المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد غابي نصر، مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR في الشمال آيتا شويت، رئيس بلدية ببنين - العبدة كفاح الكسار، رئيس لجنة المياه في بلدية ببنين - العبدة عبد الرحيم ابراهيم ورؤساء بلديات ومخاتير في عكار.
معوض
وقال معوض: "نجتمع اليوم في ببنين البلدة العزيزة على قلبنا كمؤسسة رينه معوض، هذه البلدة التي اعطت الوطن شهداء وانتماء ونضالا وواجه ابناؤها الحرمان على مدى سنوات لأن الدولة اللبنانية تقاعست عن القيام بمسؤولياتها من كافة النواحي من توظيف وفرص العمل وبنى تحتية، بالاضافة الى الدورة الاقتصادية المحلية".
أضاف: "كلما تحدثنا عن عكار نتكلم عن الحرمان وهذا ما نسعى الى رفعه، طبعا الحرمان تفاقم مع انفجار ازمة النزوح السوري التي بدأت منذ العام 2011، والارقام تتكلم فببنين فيها 25 الف نازح سوري وعدد ابنائها 50 الفا".
وتابع: "بانتظار العودة الآمنة للنازحين السوريين الى بلدهم والتي نتمناها سريعا، هناك مسؤولية دولية لتحسين اوضاعهم في مناطق الاستضافة من جهة ولمساعدة اللبنانيين على تحمل الاعباء الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن هذه الازمة من جهة اخرى".
وأردف: "هذه المسؤولية المزدوجة تجاه السوريين واللبنانيين هي مسؤولية انسانية واخلاقية وسياسية ولا يمكن ان تكون مسؤولية لبنانية فقط، فلبنان قام بواجباته وقدم تضحيات وعانى اكثر من اي دولة بالعالم في هذا الموضوع، هذه المسؤولية مسؤولية دولية وبالتالي لا يمكنها ان تتعب او تمل".
واذ شكر اهالي ببنين على "استضافتهم الانسانية للنزوح السوري"، رأى ان هذه الازمة "أضافت على الحرمان ضغطا كبيرا"، وقال: "انطلاقا من هذا الواقع وحاجة ببنين لمياه الشفه، قامت مؤسسة رينه معوض وضمن مشروع المساعدة الطارئة في المياه والصرف الصحي للاجئين السوريين والسكان المتضررين في شمال لبنان، بحفر بئر ارتوازية تم وصلها بمحطة الضخ التي افتتحت منذ حوالي العام لنؤمن بالتالي 50 ليترا من المياه لابناء البلدة بالثانية الواحدة".
وشدد على ان المشروع هو "مساهمة لتأمين حياة كريمة لاهالي ببنين من جهة وللنازحين بانتظار عودتهم الامنة الى بلدهم".
وشكر المفوضية العليا لشؤون النازحين الـUNHCR لتمويل هذا المشروع الذي "وصلت قيمته الى الـ500 الف دولار"، وقال: "اهمية هذا النوع من المشاريع ليس في قيمتها المادية بل في تأكيد المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية على تحمل مسؤولياتهم بمساعدة لبنان واللبنانيين لادارة ازمة النزوح".
أضاف: "بقدر ما نشكر المؤسسات الدولية واليوم الـUNHCR، نود ان نطلب من الدول المانحة مزيدا من الدعم والعطاء عبر المؤسسات الدولية كالـUNHCR التي تؤكد اليوم مدى نجاحها والتزامها بتنفيذ المشاريع على الاراضي اللبنانية".
كما شكر وزير الطاقة والمدير العام لمؤسسة مياه لبنان الشمالي وفريق عمل "مؤسسة رينه معوض" التي "تمكنت من رحم الشهادة ان تقوم برسالتها ليبقى اللبناني بأرضه".
ابراهيم
وكان الحفل استهل بكلمة للجنة المياه القاها الدكتور عبد الرحيم ابراهيم وركز فيها على اهمية المشروع وما يشكله من "خشبة خلاص لازمة مياه الشرب التي تفاقمت في السنوات الأخيرة الى حد بعيد"، مذكرا بأن "بعض الأسباب المباشرة لهذه الازمة تعود، من جهة، للتزايد المطرد لعدد السكان والذي وصل الى نحو 50 الف نسمة، ومن جهة ثانية، لكثافة عدد النازحين السوريين في المنطقة والذي ناهز 25 ألف نازح".
وقال: "إن ازمة المياه في ببنين لطالما كانت مستعصية، ولكن الأمل بالحل الموعود عاد من جديد عندما أتت مؤسسة رينه معوض، التي ذاع صيتها في لبنان على صعيد التنمية البشرية والمحلية، كشريك لهيئة مانحة هي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR. فهذه الهيئة قدمت مشكورة، الدعم والتمويل لعدة مشاريع تنموية في ببنين وكان آخرها البارحة حيث أقيم نشاط بيئي في حي الحريق وقبلا لذات الحي مشروع ترميم مبان سكنية استفاد منها السوريون واللبنانيون على حد سواء. ان الاستفادة من التمويل المقدم من UNHCR بدأت مع مؤسسة رينيه معوض الإنسانية العريقة مسيرة انجاز هذا المشروع الحيوي الهام فقامت البلدية، بكل اركانها، وبكامل واجباتها، وقدمت كل الدعم المادي والمعنوي لانجاح هذا المشروع".
أضاف: "رغم المعوقات التي واجهتنا حقق هذا المشروع خلال 8 أشهر فقط، رقما قياسيا في التنفيذ، فحفرت البئر بعمق 450 مترا، وفاقت طاقتة الانتاجية ما كان متوقعا بأضعاف، إذ بلغت في فترة الشح نحو 50 ليترا بالثانية، أي ما يعادل 4320 مترا مكعبا في اليوم. أما تكاليفه الإجمالية فقدرت بنحو 500 ألف دولار. ومع إنجاز هذا المشروع الهام بدأنا نحقق حلمنا وشعارنا كبلدية بأن لا شح بعد اليوم في ببنين لتعود من جديد الثقة المفقودة بمياه الشبكات".
وتابع: "ما من شك أن وزارة الطاقة والمياه قد تنبهت منذ سنوات لمشكلة تأمين مياه الشرب للمنطقة وتحديدا ببنين، فدعموا دون تردد كافة المشاريع المقترحة لبلدتنا كأكبر حاضنة للنازحين السوريين. وبفضل رعاية معالي وزير الطاقة والمياه الاستاذ سيزار ابي خليل ومستشارته السيدة رندة النمر ابصرت هذه المشاريع النور".
الكسار
وبعد عرض صور وفيديو قصير عن كافة مراحل مشروع بئر الريحانية، قال رئيس بلدية ببنين - العبدة: "لقد تعهدنا لابناء ببنين ان لا عطش بعد اليوم. وها هو الحلم يتحقق، وها هو الامل ينجز، وها هي الغاية التي من اجلها تعبنا وسخرنا جميع طاقاتنا بدأت تتحقق وبدأنا بقطاف ثمارها".
وتوجه لمعوض قائلا: "ليس بغريب على هذا البيت ان نرى فيه هذا الكم من العطاء، اليوم تقدمون لنا المياه ومنذ عقدين واكثر قدمتم لنا الدم، لا عطاء ولا كرم انبل فقدمتم الرئيس الشهيد رينه معوض من اجل الوطن، فشكرا على عطاءاتكم المتكررة، وأدام الله مؤسسة معوض وعزها وجودها".
أضاف: "ما يهم ببنين يهم كل الوطن والعكس صحيح، ببنين سبقت الجميع بعطاءاتها، حيث اعطت 27 شهيدا من ابناء الجيش، نستذكرهم اليوم، وباسمهم وباسم اهاليهم نقدم كامل الشكر لمن كان لنا وفيا وقدم لنا شيئا من جهده، اليوم نعتبره عيدا في هذه البلدة".
شويت
من جهتها، شكرت مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشمال بلدية ببنين وسكانها الذين استضافوا اللاجئين، وقالت: "أدرك حجم الصعوبات والتحديات التي واجهتموها والتي ترتبط بالموارد الموجودة في المنطقة وتحديدا المياه، ومشروعنا سيكون له اثر ايجابيا على المنطقة".
أضافت: "سبب نجاح هذا المشروع يتعلق بالافراد والجهات المرتبطة به من خلال الاجتماعات الدورية والتنسيق من اجل انجاحه".
نصر
وشكر ممثل المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الشمالي فريق عمل "مؤسسة رينه معوض"، وقال: "فريق عمل المؤسسة خلية نحل، فكل المشاريع التي قمنا فيها سوية تكللت بالنجاح، وهذا دليل على جديتكم ومهنيتكم واحترافيتكم بالعمل".
وقطع نصر عهدا بالمحافظة على البئر والحرص على استمرار عمله، وقال: "سننسي اهالي ببنين كلمة حرمان، وسنعمل يدا بيد للمحافظة على الامانة التي سلمتنا اياها بلدية ببنين".
جبور
أما جبور فنقل تمنيات وزير الطاقة بالاسراع في تسليم سلطة مياه ببنين الى مؤسسة مياه لبنان الشمالي لكي تتمكن الوزارة من المساعدة بشكل افعل، واستكمال ما تبقى من شبكات توزيع ومنشآت للمياه من موازنتها".
وقال: "أقف اليوم، قبل يومين من تشكيل الحكومة والتي امامها مسؤوليات كبيرة أولها تخفيف اعباء النزوح والذي لن يتحقق الا ببدء عملية عودة النازحين الامنة والكريمة الى ديارهم، وهذا ما يتمنوه هم ونتمناه نحن لهم، ونحن كدولة لبنانية علينا ان نساهم من اجل انجاح هذا الامر. ونتمنى على المؤسسات الدولية وعلى رأسها الـUNHCR ان تساهم وتلعب دورا ايجابيا في العودة الامنة للنازحين والاستمرار في الوقت عينه بدعم المجتمع المضيف لان الاثر الذي تركته ازمة النزوح على المجتمع اللبناني واقتصاده والذي فاق الـ18 مليار دولار منذ بداية ازمة النزوح، لا نستطيع بموارد لبنان وامكانياته تعويضه اذا لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بهذا الموضوع".
غداء
وفي الختام توجه الحضور الى موقع البئر الارتوازية في الريحانية، ثم تناولوا الغداء في مطعم "الديوان" - ببنين.
| قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن |