"غدي نيوز"
اختُتمت بنجاح فعاليات ماراثون أبوظبي للطيور، المبادرة الرائدة التي تنظمها هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع الاتحاد للطيران، تكريماً لإرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجهوده المثمرة ورؤيته الحكيمة نحو تحقيق الاستدامة البيئية. وتهدف المبادرة التي تتبّعت هجرة 10 من طيور الفلامنجو (النحام الكبير) التابعة لهيئات ومؤسسات رائدة في أبوظبي، إلى رفع مستوى الوعي بضرورة الحفاظ على الأراضي الرطبة وأهمية المحميات الطبيعية في تعزيز الجهود المبذولة لحماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية ودعم حالة المحافظة على الأنواع.
وفي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تم تركيب أجهزة الرصد على طيور الفلامنجو وإطلاقها من محمية الوثبة للأراضي الرطبة، ومحمية بو السياييف البحرية في أبوظبي. وفاز الفلامنجو التابع لشرطة أبوظبي بالسباق الذي انتهى بتاريخ 31 اذار (مارس) 2019، بعد هجرته لمسافة 1300 كيلومتر إلى إيران. وحلّ في المرتبة الثانية فلامنجو شركة الاتحاد للطيران والمسمى (أميليا هارت) بعد أن قطع أكثر من 200 كيلومتر وصولاً إلى محمية رأس الخور للحياة البرية في دبي، ويليه فلامنجو شركة أبوظبي للمطارات الذي بقي داخل إمارة أبوظبي وقطع مسافة 142 كيلومتراً. كما شاركت في المبادرة هيئات ومؤسسات أخرى هي دائرة النقل في أبوظبي وشركة مصدر وأدنوك وبنك أبوظبي الأول والاتحاد للطيران الهندسية والاتحاد للشحن.
وتقوم هيئة البيئة – أبوظبي بتركيب أجهزة الرصد وتتبع حركة طيور الفلامنجو من خلال برنامجها المستمر منذ عام 2005 لتتبّع الطيور المهاجرة عبر الأقمار الاصطناعية. وفي فصل الشتاء، تعود آلاف من طيور الفلامنجو إلى دولة الإمارات، ليقضي حوالي 4 آلاف طائر منها فصل الشتاء في محمية الوثبة للأراضي الرطبة، والتي أصبحت الموقع الوحيد في منطقة الخليج العربي التي تتكاثر فيه طيور الفلامنجو بانتظام.
وفي معرض تعليقها على نتائج المبادرة، قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام بالإنابة لهيئة البيئة – أبوظبي: "على مدار عقد كامل من الزمن، وفرت محمية الوثبة للأراضي الرطبة بيئة مناسبة ومنطقة تغذية خصبة لأعداد متزايدة من طيور الفلامنجو (النحام الكبير) الرائعة، والتي تهاجر مسافات طويلة ثم تعود إلى أبوظبي في كل عام. وقد غمرتنا الحماسة والترقب مع موظفينا وفئات واسعة من الجمهور عند تتبّعنا لرحلات تلك الطيور، التي نسعى من خلالها إلى تعزيز معرفتنا بأنماط هجرة الأنواع من وإلى منطقتنا، وتسليط الضوء على هذه الرحلة المذهلة، والتي تؤكد على أهمية أراضينا الرطبة في الحفاظ على منظومة بيئة متنوعة تشكل موئلاً للطيور والحيوانات والنباتات البرية والبحرية".
وأضافت الظاهري: "نحن سعداء بالفرصة التي أتيحت لنا في مشاركة التزامنا بالاستدامة وحماية البيئة مع شركائنا، وهو الأمر الذي عزّز من تصميمنا على العمل معاً بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي، والنظم البيئية الطبيعية، ونأمل أن تسهم مبادراتنا، مثل ماراثون أبوظبي للطيور، في إلهام أجيال المستقبل، وتحفيزهم على المشاركة الفعالة في العمل على تحقيق مستقبل أكثر استدامة لإمارة أبوظبي".
ومن جانبه، قال توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران: "بصفتنا الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أسعدنا التعاون مع هيئة البيئة - أبوظبي في إطلاق ماراثون أبوظبي للطيور العام الماضي، كما نود التقدم بالشكر لشركائنا الاستراتيجيين على مشاركتهم في هذه المبادرة التي جاءت ضمن مبادرات عام زايد، وتخليداً لإرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، والاحتفاء بارتباطه العميق بالاستدامة، من خلال رعاية هذه الطيور الجميلة وحمايتها".
وأشاد العقيد الدكتور حمود سعيد العفاري، مدير إدارة الشرطة المجتمعية بقطاع أمن المجتمع في شرطة أبوظبي، بجهود والتزام دولة الإمارات في المحافظة على الحياة الفطرية تعزيزاً لقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه " في الاستدامة والاهتمام بالبيئة. وأكد حرص شرطة أبوظبي على مد جسور التعاون وتعزيز التنسيق مع هيئة البيئة -أبوظبي مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل بيد واحدة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في الحفاظ على التنمية المستدامة للمجتمع الإماراتي.
ومن الجدير بالذكر أن محمية الوثبة للأراضي الرطبة تعدّ أول موقع في أبوظبي ينضم لقائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية، حيث تأوي المحمية إلى جانب طيور الفلامنجو أكثر من 260 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة و320 نوعاً من اللافقاريات، و35 نوعاً من النباتات، و16 نوعاً من الزواحف، و10 أنواع من الثدييات. وفي عام 2018 شهدت المحمية ولادة 601 فرخ من طيور الفلامنجو، وهو أعلى رقم يتم تسجيله حتى الآن في المحمية. ويُشار إلى أن محمية الوثبة للأراضي الرطبة مسجلة ضمن القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، ويرحب الموقع بآلاف الزوار القادمين في كل عام لمشاهدة التجمع الضخم الفريد لطيور الفلامنجو. وتغلق المحمية أبوابها أمام الزوار بدءاً من شهر مايو لتعود في فصل الشتاء للافتتاح مرة أخرى اعتباراً من شهر أكتوبر في وقت لاحق من العام الحالي.