"غدي نيوز"
الزراعة المستدامة هي هدف الأخوين رمزي ووجدي أبو صعب في عين زحلتا، العنب يتكئ على السنديان، واللوبياء تنمو قرب الذرة، أما الزعتر فيكبر في ظل الجدران الحجرية، بينما الخزام يتشمس على حافة الجل، فضلا عن البندورة والفليفلة والفجل والبقدونس وغيرها. أما السياج طبيعي للأرض فيتكفل به الزيزفرن والورد الجوري، وهناك الرمّان والتين والتوت، بالإضافة إلى الوزّال الذي يزيّن المكان بزهره الأصفر والزعرور الذي يعطيه من رائحته العطرة، وغيرها من الأصناف والأنواع المحلية التقليدية الأصيلة.
لا يقف الأخوان أبو صعب عند الإنتاج الزراعي فحسب، بل يقومان حالياً بتربية الدجاج البلدي وقريباً بعض المواشي. ويحوّلان جزءاً من المحصول إلى منتجات بيتية عالية الجودة (مربيّات ومقطّرات ومخلّلات). وهما يستقبلان الزوار الذين يطلعون على هذه الطريقة المتكاملة في الزراعة، ويساهمون في قطف المحاصيل التي يشترون، بالإضافة إلى ما يصنع من المنتوجات.
نموذج للزراعة المستدامة
وهكذا تكون هذه المزرعة قد شملت المكونات الأربعة للزراعة المستدامة، ألا وهي الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني وتحويل بعض المحصول الزراعي الى منتجات بلدية وربطها بالسياحة البيئية من خلال استقبال الزوار في المزارع، وتنظيم سوق لبيع المحاصيل.
بالإضافة إلى كونها نموذجاً للزراعة المستدامة الذي تسعى المحمية إلى تعميمه، تعبر هذه المزرعة جزءاً من برنامج إعادة تأهيل الأراضي الزراعية الواقعة في محيطها الحيوي بالتعاون مع بلديات المنطقة وتعاونياتها الزراعية ومنسقيتها.
درب الينابيع
كما أن أرض الأخوين أبو صعب تشكل جزءاً من درب الينابيع في عين زحلتا لربط القرية مع مدخل المحمية وغابة أرز عين زحلتا – بمهريه.
تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن الأراضي الزراعية المستدامة هي جزء من النظام الإيكولوجي الذي تهدف المحمية إلى حمايته وتطويره وضمان استمراريته، فضلا عن أن الزراعة المستدامة تتكيف مع التغيرات المناخية إذ تعتمد على الأنواع المحلية التي لا تحتاج الى الكثير من المياه، وهي بطبيعتها تقاوم الحشرات الضارة وتتفاعل مع الحشرات المفيدة.
حصيلة برنامج اعادة تأهيل الاراضي الزراعية المهملة في محيط محمية ارز الشوف وصل إلى ٦٩ هكتار، تتوزع على ٦٠ مزارع، شارك في فعاليته ٥٠٠ متدرب من الرجال والسيدات، و٧ تعاونيات زراعية.
يساهم في دعم برنامج اعادة تأهيل الأراضي الزراعية المهملة مؤسسة مافا، وصندوق التعاون الإيطالي، وبرنامج الغذاء العالمي، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والبيئة ومنظمة الفاو ومؤسسة ايكوس الايطالية.