"غدي نيوز"

قالت وسائل الاعلام الصينية يوم الاثنين (14-1-2013) إنه يتعين على الحكومة المبادرة باتخاذ اجراءات لمكافحة تلوث الهواء الذي اجتاح قطاعات من البلاد خلال الايام القليلة الماضية بمستويات خطيرة، فيما طالبت احدى الصحف بإعادة النظر في فكرة "تثبيت" النمو الاقتصادي.
وتخضع وسائل الاعلام الصينية لسيطرة مشددة من جانب الحزب الشيوعي، وعادة ما تنأى بنفسها عن المسائل الخلافية، الا ان المؤسسات الاعلامية تتمتع بدرجة أكبر من الحرية للحديث عن قضايا التلوث لان ذلك يرجع في جزء منه الى انها أمور يتعذر اخفاؤها عن المواطنين.
وتجاوز تلوث الجو في بكين مستويات الخطر في مطلع هذا الاسبوع اذ وصل الى مستوى 755 على مؤشر يقيس المادة الجسيمية في الهواء التي يبلغ قطرها2.5 ميكرومتر (الميكرومتر يعادل جزءا من مليون جزء من المتر). ويعتبر مستوى300 خطيرا فيما أوصت منظمة الصحة العالمية بألا يتجاوز المستوى اليومي 20 .
وقالت صحيفة "الشعب" اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي في افتتاحية في صدر صفحتها الاولى "كيف يمكننا ان نفلت من هذا الحصار الخانق من التلوث؟دعونا نرى بوضوح معالجة للتلوث البيئي بقدر من السرعة."
وكانت غلالة كثيفة من الضباب الدخاني قد لفت العاصمة خلال اليومين الماضيين مما أدى الى انخفاض درجة الرؤية ودفع الكثيرين الى شراء اقنعة للوجه للوقاية من التلوث.
وقال تشو رونج الناشط في مجال المناخ والطاقة في جماعة غرينبيس (السلام الاخضر) للحفاظ على البيئة انها أسوأ موجة تلوث على الاطلاق تشهدها العاصمة.
وساد يوم الاثنين جو قاتم ايضا، لكن مؤشر التلوث استقر عند مستوى 321 عصرا، وفقا لبيانات تحظى بمتابعة الكثيرين تتولى جمعها السفارة الاميركية من وحدة للرصد البيئي خاصة بها.
وقالت صحيفة "غلوبال تايمز" ان تلوث الجو "صدم السكان المحليين، ودفعهم الى المطالبة بتغيير نموذج التنمية في البلاد بعيدا عن نموذج التثبيت السابق الخاص بالنمو الاقتصادي." وقالت ان سحبا من الضباب الدخاني تعلق فوق أغلب مناطق السهول الشمالية بالصين.
واعلنت حكومة الصين العام الماضي انها ستنشر بيانات كل ساعة عن مراقبة مستويات التلوث في 74 من أكبر مدن البلاد بدءا من أول يوم من أيام العام الحالي.