"غدي نيوز"
أحيت روسيا أمس (10-2-2013)، ذكرى أب الأدب الروسي وأمير شعرائها الكسندر بوشكين الذي سقط صريع جروح أصيب بها في مبارزة قبل 176 عاماً.
واحتضن متحف "بوشكين" في موسكو، أهم التظاهرات الثقافية التي بدأت في تمام الساعة 14:45 دقيقة بالتوقيت المحلي بدقيقة صمت إحياءً لذكرى رحيل أمير شعراء روسيا الذي توفي في العاشر من شباط (فبراير) العام 1837.
وسمح متحف بوشكين لكل راغب بزيارته مجاناً في هذا اليوم، والاطلاع على أندر ما تحويه جعبته من تفاصيل عن حياة الكسندر بوشكين، ومنها مجموعة باسم "قصص بوشكين" و"بوشكين هو عصر".
أما في مدينة سانت بطرسبرغ، التي عاش فيها الشاعر الكبير معظم أيامه، فستتاح الفرصة للراغبين بزيارة الشقة التي سكن فيها الشاعر، والأماكن المعاصرة لآخر أيام حياته.
وفي هذا العام ستحيي العاصمة الأوكرانية كييف ذكرى رحيل الكسندر بوشكين بتجمع جماهيري بجوار تمثاله في المدينة.
وألكسندر بوشكين هو أمير الشعراء الروس وأعظمهم بلا منازع، ما حوّله إلى أب الأدب الروسي، وهو من مواليد موسكو في السادس من حزيران (يونيو) العام 1799.
نشأ في أسرة من النبلاء كانت تعيش حياة الترف. كان والده شاعرا بارزا، فساهم ذلك في إنماء موهبته الشعرية. أما والدته فهي حفيدة إبراهيم غانيبال الأفريقي، الذي كان من الضباط المقربين لدى القيصر بطرس الأول، وهذا ما يفسر بعض الملامح الأفريقية الغريبة عمّا هو مألوف عند الروس، حيث امتلك شَعراً أجعد، وشفتين غليظتين.
ودرس بوشكين في مدرسة "تسار سكوييي سيلو" أي "القرية القيصرية"، حيث بدأت موهبته الأدبية بالتفتح، وقد جمعته بأصدقاء أوفياء كانوا رفاق دربه طيلة حياته وشاركوه أفراحه وأتراحه.
وسميت فترة إنتاجه بالعصر الذهبي للشعر الروسي. وكان بوشكين بإنتاجه الشعري يعبر عن انحلال وسطه، ويطالب بحرية الشعب، بوصفه المرجع الأول والأخير للسلطة، وكان أول من دعا إلى الحد من سيادة النبلاء في روسيا، وكان ناقما على مجتمعه مطالباً بتقييد الحكم القيصري وإعلاء شأن النظام الديموقراطي.
ورحل بوشكين في ريعان شبابه وهو لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من العمر، في تاريخ يوافق العاشر من شباط (فبراير) عام 1837 ميلادية، اثر إصابته بطلقة في مبارزة جمعته وأحد أصدقاء زوجته البارون دانتيس، أحد أشراف الفرنسيين، والذي كان اهتمامه العلني بزوجة بوشكين الحسناء ناتاليا غانتشاروف سبباً لغيرة الشاعر الكبير بعد إثارة الكثير من الأقاويل في الوسط الاجتماعي، ما لم يتحمله بوشكين. وقد انتهى الأمر بالنزال الشهير بينهما الذي وضع حداً لحياته.