"غدي نيوز"
صدر حديثا ً ضمن سلسلة علوم الإيزوتيريك رواية "الماسة السوداء" تأليف المهندسة هيفاء العرب، وتقع في 208 صفحات من الحجم الوسط وصادرة عن "منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء – بيروت".
تشرح الكاتبة في مقدمة روايتها أنها "انبثقت من رحم سؤال تهاب المدارك خوض غماره ويخشى الفكر طرق باب مجهوله، ألا وهو: "هل يمكن لعاطفة الحبّ أن تواجه الموت؟!... وهل تذوي شعلة الحبّ حين يتوقـّف القلب عن الخفقان؟!".
من هذا المنطلق قدّمت الكاتبة "الماسة السوداء" كحالة رمزية شكـّلت محور الرواية، أي حالة تختصر كل ما ندر من صفات وممارسات في الكائن البشري.
بطلة الرواية امرأة كافحت في سبيل حبّها الى جانب رجل يوازيها في العلم والثقافة، فرسمت معه وله صورة الحبّ الأصيل في خضم الواقع المعاش. ومن خلال كفاحها تتغلـّب على مقولة "الزواج مقبرة الحبّ"، وتقلب المعادلة مثبتة أن ما يخنق الحبّ في اطار الحياة المشتركة هو سلبيات النفس البشرية الكامنة في كلا الطرفين. فتلك السلبيات تنعكس في الممارسة والمعاملة أثناء الاحتكاك اليومي القريب بين الزوجين، والتي لا يعترف بها أي من الطرفين دفاعاً عن الأنا، فينشغل كل طرف في توجيه اصابع الاتهام الى الآخر كي يتبرأ من أي مسؤولية.
ولكن على الرغم مما حقـّقته هذه المرأة من دفء حبّ واعٍ الى جانب حبيبها وزوجها، تجد نفسها في مواجهة ما لم يكن في الحسبان، تجد نفسها تواجه الموت كعدو شرس ينقض على كل ما كافحت في سبيله. فراحت تواجه هذا المجهول الكبير بجرأة غير مسبوقة وكفاح يلامس البطولة، في سبيل الحفاظ على أصالة حبّها.
وانطلاقاً من هذا الواقع رسمت الكاتبة لوحة الصراع بين الحب والموت، وشقـّت درباً تصل ما بين الحياة على الارض وما يمكن أن يكون بعد هذه الحياة، مستعينة بمعرفة الإيزوتيريك الإنسانية النبيلة التي تشرح أن الحبّ في ظل المعرفة يتحقـق أولاً كحبّ واعٍ تمهيداً للارتقاء الى الحبّ الأصيل فالحبّ الكبير.
ظهـّرت الرواية بدراية مكنونات النفس البشرية في صراعاتها وجمالياتها، في ذروة ألمها وقمـّة تألـقها، في حضيض شقائها ومنتهى سعادتها، أثناء سعي البطلة لكشف أبعاد "الماسة السوداء" في نفسها.
وترمز الوراية إلى الحبّ الذي يؤسس لنموذج المرأة النادرة والرجل النادر في سعيهما معاً، جنباً إلى جنب، لصقل الوعي في مشاعر ومدارك كليهما، كنموذج لامرأة المستقبل ورجل المستقبل في مستقبل أجيال الوعي البشري، عبر الحياة وبعد الممات.
"الماسة السوداء"، قصة تربط بين الأرض والسماء، حاملة القارئ على الإبحار في يمّ الحبّ في اسلوب من الترقـّب والتشويق سلس ومنساب، واقعي ومنهجي في آن، يتوّجه الحس الروائي الذي يرتقي بالمدارك نحو آفاق بعيدة وعميقة.
وترتكز الرواية على معرفة ودراية في كوامن النفس البشرية، من منطلق مقولة "اعرف نفسك تعرف الله والكون".