"غدي نيوز"
تدخلت القوات المسلحة السعودية والحرس الوطني مع قوات طوارئ الدفاع المدني في عدد من المحافظات التي تعرّضت للسيول.
في وقت باشرت 18 جهة حكومية سعودية في وضع خطة طوارئ لمواجهة التغيّر المناخي الذي انهمر مطراً على أنحاء المملكة لا يزال متواصلاً منذ أسبوع وأدى إلى فيضان سد "وادي العقيق" للمرة الأولى منذ إنشائه قبل 26 سنة. في حين أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحصر الخسائر التي سببتها الأمطار لتعويض المتضررين وبصرف راتب شهر لكل رجال الدفاع المدني.
وفي ضوء تسارع عمليات الإنقاذ والإخلاء للمتضررين جراء هطول الأمطار الغزيرة على عدد من مناطق المملكة، تدخل الحرس الوطني، ضمن الجهات الحكومية الأخرى، في عمليات الإنقاذ إلى جانب وحدات وآليات الجيش.
وأصدر وزير الدولة رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز توجيهات بمشاركة الحرس الوطني ضمن الجهات الحكومية الأخرى في عملية الإنقاذ والإخلاء للمتضررين جراء هطول الأمطار الغزيرة.
وأفاد بيان للحرس أنّ وحدات الحرس الوطني هرعت في تقديم الإسناد والإنقاذ في كل من محافظة الطائف والقويعية وحائل ووادي الدواسر والمناطق المجاورة المحيطة بها التي تضررت جراء السيول. كما قدّمت وحدات الحرس الوطني الإسناد الطبي والإسعافات الأولية أثناء عمليات الإنقاذ والإخلاء.
وكان الدفاع المدني السعودي، وبمشاركة 18 وزارة ومصلحة حكومية، وضع خطة طوارئ لمواجهة تغيّر المناخ وما يسبّبه من أمطار غير مسبوقة. وكان الدفاع المدني السعودي أعلن الجمعة عن ارتفاع عدد قتلى السيول التي ضربت المملكة خلال الأسبوع الماضي إلى 24 شخصا وأربعة مفقودين، لافتاً إلى إنقاذ 6362 شخصاً.
فيضان سد العقيق
وبالتزامن مع استمرار هطول الأمطار بغزارة على عدد من المحافظات، فاض سد وادي العقيق بمنطقة الباحة للمرة الأولى بعد 26 سنة من إنشائه.
وأوضح نائب مدير عام المياه بمنطقة الباحة المهندس أحمد بن جمعان القرشي أن كمية المياه المحتجزة بحوض السد حالياً تقدر بنحو 19 مليون متر مكعب، مشيراً إلى أن جميع أجهزة القياس تعطي قراءات مطمئنة، موضحاً أنّ "لا وجود للخطر بمشيئة الله".
وبيّن القرشي أن صافرات الإنذار التي تم إطلاقها يوم الجمعة (3-5-2013) هي للتنبيه وتحذير الأهالي بفيضان السد ليتجنبوا دخول الوادي، مؤكداً أن العاملين في قطاع المياه حريصن على كل قطرة ماء داخل حوض السد خصوصاً مع قرب حلول موسم الصيف الذي يواكبه زيادة في الطلب.
مسؤولية انهيار سد تبالة
في الأثناء، أكد أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أن من يتحمل مسؤولية انهيار سد تبالة هو الذي عهد بتنفيذ المشروع للمقاول الأقل سعراً وليس الأكفأ. ودعا أمير عسير إلى وضع الأمور في نصابها وتغيير نظرة ترسية المشاريع بحيث تكون للأكفأ وليس للأقل عرضاً.
وأشار إلى أن ما شاهده على أرض الواقع من عمل المقاول لا يعدو كونه مجموعة ردميات بسيطة لا ترتقي إلى اسم مشروع سد، وأن هذا المشروع كان يفترض أنه شارف على الانتهاء مقارنة بعمره الزمني المحدد بست سنوات.
تعويضات ملكية
في هذه الأجواء التي تسبّبت في مقتل 24 على الأقل إغراق مئات المنازل والسيارات وتشريد المئات، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحصر الخسائر التي سببتها الأمطار للمواطنين لتعويض المتضررين منهم وبصرف راتب شهر لكل رجال الدفاع المدني.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك عبدالله بعث ببرقية إلى الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ووزير المالية د. إبراهيم بن عبد العزيز العساف تقضي بحصر جميع الخسائر التي سببتها الأمطار للمواطنين أياً كان نوعها خلال مدة لا تتجاوز شهراً من تاريخه.
كما أمر الملك بـ "صرف راتب شهر لكل رجال الدفاع المدني الذين أدوا واجبهم بكل تفان وإخلاص".
وتتحمّل وزارة المالية النفقات المالية والاستئجار للمتضررين ودفع تكاليف ومصاريف الإيواء.
وتوقع خبراء في المناخ تجدد موجة الأمطار خلال الأيام المقبلة، عبر منخفض جوي آخر قادم من البحر الأبيض المتوسط، في حين بيّن المختصون أن الحالة التي شهدتها السعودية لم تمر على المنطقة منذ العام 1939.
وأوضح خبراء في الأحوال الجوية أن الجزيرة العربية لم تشهد مثل موجة السيول والأمطار الحالية منذ أكثر من 74 عاماً بعد سيل جبار اجتاح منطقة غرب وجنوب الرياض العام 1939.
ويوضح الخبير السعودي في المناخ صالح الصالح أن معدل الأمطار وصل في بعض المناطق لأكثر من 100 ملليمتر. في حين يرى الخبير خالد الراضي أن الموجة ربما تتكرر مسقبلاً و"لكنه أمر نادر الحدوث".