"غدي نيوز"
أكد رئيس "جمعية غدي" المربي فادي غانم أن "اليوم العالمي البيئة ينأى عن لبنان وسط ما نواجه من تحديات تُبقي الهم البيئي ثانويا حيال الظروف الصعبة وهي تهدد مستقبلنا المشرع على المجهول"، ورأى أن ذلك "يجب ألا ينسينا التحدي الوجودي المرتبط بحياتنا ضمن هذا المدى الانساني فوق هذا الكوكب لأنه إذا خسرنا البيئة خسرنا كل شيء".
وإذ اعتبر غانم أن "لبنان من دون هواء ومناخ وتربة وغطاء أخضر وشاطئ نظيف... يخسر أبرز مقومات وجوده"، أشار إلى أن "هذا اليوم هو فرصة للتذكير بأن البيئة يجب أن تكون أولوية تتقدم على ما عداها من قضايا سياسية على أهميتها"، ودعا "جميع السياسيين إلى عقلنة صراعاتهم لأن المضي نحو الهاوية وخسارة معالمنا السياحية والجمالية تعني أنه لن يبقى ثمة لبنان نختلف عليه من بوابة مصالحنا الضيقة".
وقال غانم في مؤتمر صحافي عقده في مركز الجمعية في دير الشير - بمكين (قضاء عاليه) لمناسبة إطلاق "اليوم البيئي المدرسي في لبنان" والذي تستضيفه الجمعية على مراحل في مشتلها الزراعي المدرسي الأول في لبنان: "إن المشكلة في مقاربة الواقع البيئي في لبنان أننا لم نتمكن كجمعيات أهلية من تشكيل أداة ضغط ترغم أصحاب القرار على تبني سياسات أكثر عقلانية، والابتعاد عن الخطاب الطائفي، ومن هنا طرحنا شعار "الورقة الخضراء" كخيار يلزم المرشحين للانتخابات النيابية بتبني قضايا بيئية، وذلك بهدف تشكيل اداة ضغط ومراكمة رأي عام رافض لحركة الاصطفاف المذهبي، لنكون كـ "قوى خضراء" قادرين على ارغام الطبقة السياسية على تبني خيارات في البيئة والسياسة من موقع حضورنا الفاعل، على غرار التجربة الاوروبية حيث استطاعت الأحزاب الخضراء ترجيح كفة الاحزاب الرئيسية في مدى تبنيها لقضايا البيئة".
واضاف: "المشكلة أن بعض الأحزاب التي تعتبر أحزابا بيئية في لبنان هي نتاج الطبقة السياسية ذاتها، وإن تزينت شعاراتها بألوان خضراء، وهذه المقاربة تؤكد أن ثمة خللا على مستوى العمل البيئي في لبنان، وتراخيا على مستوى الجمعيات البيئية والاهلية، لأننا لم نتمكن من اختراق جدار مصالح الكبار وتهديدها، دون أن نلغي أن ثمة عقبات تمنعنا من التصدي لمافيات المال والسلطة، وهذا لا يعني أن الواقع القائم بالنسبة اليها هو قدر، بدليل أننا نسعى لتفعيل حضورنا وحث الآخرين على "أنسنة" خطابهم السياسي لانه السبيل الوحيد لوأد نار الفتن التي تتهدد لبنان من باب الصراعات في المنطقة".
وختم غانم: "نطلق بعد قليل اليوم الأول في سياق ما أطلقنا عليه "اليوم البيئي المدرسي في لبنان" مع طلاب من مدارس قضاء عاليه، سيقومون بأعمال زراعية في مشتلنا الزراعي ليكونوا قريبين من البيئة، وهذا النشاط اللاصفي أردناه مقدمة لترسيخ حب الطبيعة وسط الناشئة، فإذا فقدنا الثقة بالكبار المؤتمنين على مصيرنا، فإن ثقتنا نستمدها من هذا الجيل الصاعد ليكون بمثابة البذور الواعدة والحاملة ثمار التغيير الحقيقي".
بعدها، توزع الطلاب مجموعات عمل قامت كل منها بإعداد الاتربة المخصصة لزراعة البذار ونقل الأغراس الصغيرة إلى أوعية أكبر، وتنقية بعض أنواع بذار الصنوبر والأرز وغيرها لتكون جاهزة للزرع في أكياس نايلون صغيرة، فضلا عن تلقي ارشادات من القيمين على الجمعية في ما يخص بعض التقنيات الزراعية للحفاظ على الاغراس والشتول وكيفية زرعها في بيئتها الطبيعية.