"غدي نيوز" – إعداد سوزان ابو سعيد ضو
فكرة الزراعة في داخل البيوت والمنشآت قد لا تكون جديدة، لا سيما منذ انتاج البندورة (الطماطم) في البيوت البلاستيكية، ومن ثم تبعتها انواع كثيرة من الخضار والأعشاب والمنتجات الزراعية.
انما الجديد في هذا المجال، فقد فرضته حاجة ملحة لتمكين هذه التكنولوجيا من تلبية احتياجات الزيادة المضطردة في عدد السكان. والحل يكمن في الزراعة العمودية. حيث يتم ابتكار نهج جديد تماما للزراعة في الأماكن المغلقة، بتوظيف التقنيات المتطورة، ليس فقط لتكون هذه الزراعة ذات كفاءة وفعالية بل ان تكون رخيصة، وقريبة من اماكن السكن اي داخل المدينة وضمن المنشآت ذات الارتفاعات الشاهقة.
وإن طبقت هذه الزراعة ونفذت بنجاح فسنشهد ظهور أمل بالتجدد في المناطق الحضارية والمدنية بحيث تكون ذات انتاج وفير ومتنوع وآمن ومتوفر على مدار العام. بحيث تفي بالتكلفة وبالتالي تساهم في نهاية المطاف في اصلاح الضرر على النظم الإيكولوجية التي تم التضحية بها لأغراض الزراعة الأفقية.
فبحلول عام 2050 من المتوقع ان يسكن 80 بالمئة من سكان الأرض في مناطق داخل او قرب المدينة. وبتطبيق اكثر الاحصاءات السكانية تحفظا فان تعداد العالم سيزداد بمعدل يصل الى ثلاثة بلايين نسمة خلال هذه الفترة. وسنحتاج الى مساحة تقدر بـ 109 هكتار من الأراضي الزراعية الجديدة اي مساحة تزيد عن مساحة البرازيل لكي تكفي لاطعام هذه الزيادة المتوقعة من السكان، وخصوصا ان استمرت الممارسات الزراعية التقليدية على الطريقة المعتمدة اليوم.
وحيث ان 15 بالمئة من الاراضي المناسبة للزراعة قد اصبحت غير صالحة بسبب الممارسات الادارية السيئة وطرق معالجة النفايات والفضلات. فقد تحول الكثير من هذه الاراضي بعد 10 آلاف عام من تعلمنا كيفية زراعة معظم المنتوجات الزراعية الى صحار شبه جافة. وفي ذات الوقت فهناك 60 بالمئة من تعداد العالم يعيش في المدينة. فالحل هو بتوفير الغذاء للزيادة المضطردة من السكان وبمناطق قريبة من سكنهم واماكن عملهم وفي داخل المدينة عن طريق الزراعة العمودية.
وقد بدأت هذه الخطوة الرائدة شركة Pasona في اليابان حيث استغلت المساحات المتوفرة في الشركة من مكاتب والممرات وعلى الأسطح لزراعة منتجات متنوعة وبنوعية عالية. ويشارك موظفون مختصون في العناية بالمحاصيل بالاضافة لموظفي الشركة العاديين. لتستهلك من قبلهم وتشكل موردا مهما للانتاج. وبسبب نجاح التجربة فقد تكرر تجربتها في شركات اخرى وتبنيها وبالتالي التوصل الى حلول نوعية ومهمة.
وفيما يلي الفيديو المهم لهذه التجربة الرائدة:
http://vimeo.com/70848522