"غدي نيوز"
جاء إعلان المجلس الأعلى للصحة في قطر، قبل أيام، عن وفاة امرأة جراء إصابتها بفيروس كورونا، المسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية (ميرس)، ليثير مجددا التساؤلات بشأن حدود انتشار ذلك الفيروس الذي يثير مخاوف كثيرين.
وتعد تلك حالة الوفاة الأولى خارج المملكة العربية السعودية التي تشهد أكبر معدل إصابة بالفيروس، إذ ارتفع عدد الضحايا فيها إلى نحو 44 حالة وفق إحصائيات وزارة الصحة الرسمية، في وقت بلغ عدد حالات الإصابة 88 حالة في المملكة، منذ ظهور المرض في أيلول (سبتمبر) 2012.
ورغم إعلان وزارة الصحة السعودية، بداية الشهر الحالي، عن شفاء حالتين من المخالطين لمواطنين مصابين بفيروس كورونا، والإشارة إلى أن نتائج الفحوصات التي أجريت لهما أظهرت أن الفيروس قد اختفى تماماً، إلا أن عدم التوصل إلى لقاح لمواجهة هذا الفيروس الجديد، أو اكتشاف علاج نوعي له حتى الآن، يبقي "كورنا" بمثابة خطر حقيقي حتى إشعار آخر.
ويعد "كورونا" أو الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد، أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولا توجد حتى الآن معلومات دقيقة عن مصدر هذا الفيروس ولا طرق انتقاله.
وينتمي الفيروس إلى عائلة فيروس "سارس"، أو التناذر التنفسي الحاد الذي خلف نحو 800 وفاة في العالم عام 2003.
ومنذ اكتشاف الفيروس تم تسجيل نحو 110 حالات في العالم، توفى منهم نحو 50، حسب حصيلة حديثة لمنظمة الصحة العالمية.
محاولات طبية لمواجهة الفيروس
ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المحاولات الطبية للتعامل مع ذلك الخطر الجديد، فقبل أيام أعلنت وزارة الصحة السعودية عن تمكن فريق من الباحثين من الوزارة، بالتعاون مع جامعة كولومبيا الأميركية، ومختبرات "إيكو لاب" الصحية بالولايات المتحدة الأميركية من عزل فيروس "كورونا" من إحدى العينات التي تم جمعها سابقا من الخفافيش بالمملكة.
وأشار الباحثون إلى أنه نظرا لامتداد الحالات المؤكدة بين البشر في رقعة جغرافية واسعة فإن احتمال وجود الفيروس في حيوانات أخرى هو احتمال قوي، يحتاج إلى مزيد من الأبحاث الموسعة، حسب صحيفة "الرياض" السعودية.
كما أشار الفريق إلى أهمية دراسة طريقة انتقال الفيروس من المصدر الحاضن إلى الإنسان.
وكان علماء قد توصلوا قبل أسابيع إلى دليل آخر مثير للاهتمام يشير إلى أن الإبل ربما تكون ضالعة على نحو ما في إصابة البشر في الشرق الأوسط بالفيروس.
وفي دراسة أولية، نشرت قبل أسابيع، وجد خبراء أوروبيون آثار أجسام مضادة لفيروس "ميرس" لدى الجمال وحيدة السنام، لكن دون العثور على الفيروس نفسه.
ويعني العثور على أجسام مضادة أن الجمال أصيبت في مرحلة ما بميرس، أو فيروس مشابه، قبل أن تقاومه وتتخلص من العدوى.
وعثر على الأجسام المضادة في جميع عينات دماء الجمال الخمسين من سلطنة عمان، مقابل 15 من أصل 105 جمال إسبانية.
وأجريت فحوصات على حيوانات من إسبانيا وهولندا وتشيلي لمقارنتها بجمال عمان. ولم يعثر على أجسام "ميرس" المضادة في فحوصات أجريت على أبقار وأغنام وماعز.
يذكر أن منتجات الجمال، بما في ذلك الألبان، شائعة التداول في منطقة الشرق الأوسط، كما تستخدم تلك الحيوانات في السباقات وأغراض أخرى.
ويمكن أن يتسبب الفيروس في ظهور أعراض مرضية من قبيل الحمى والسعال ومشكلات التنفس والالتهاب الرئوي والفشل الكلوي.
وقال بعض الخبراء إن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الفحوصات على حيوانات أخرى في الشرق الأوسط.
ووصفت منظمة الصحة العالمية تلك النتائج بأنها "تطور مهم"، لكنها أشارت إلى أن الكثير من المرضى لا يعرف عنهم أي اتصال بحيوانات.