"غدي نيوز"
ابتكر أردني، يبلغ من العمر 42 عاماً، فكرة جديدة للترويج السياحي لمدينة البتراء الأردنية، عن طريق تجهيز كهف في منطقة تاريخية لاستضافة السياح فيه، من دون مقابل مادي، واصطحابهم في جولات تعريفية بتاريخ المدينة وآثارها، إذ استضاف في كهفه حتى اليوم، ما يقارب 1200 مسافر، من مختلف أنحاء العالم.
ولا يرتدي غصاب البدول الزي الأردني التقليدي، بل يتميز بشعره الطويل ويرتدي الجينز، وخطرت هذه الفكرة له بعد أن أعجب بفكرة موقعCOUCHSURFING الإلكتروني، الذي تم إطلاقه عام 2003، ويضم مجموعة من المسافرين الذين يخصصون غرف نوم خالية في منازلهم، لإقامة المسافرين من جميع أنحاء العالم، بدلاً من النزول في الفنادق التقليدية.
واعتاد غصاب السفر كثيراً إلى أوروبا، وعندما عرف بالموقع الإلكتروني، قرر أن يكون لبترا مكان فيه، لأنه يفخر بتاريخ بلاده، ويريد أن يتاح للسياح فرصة زيارتها، خاصة أنه يمتلك كهفاً يصلح لأن يكون مقراً لإقامة هؤلاء النزلاء، بطريقة فريدة، وبالفعل قام بالتسجيل على الموقع قبل أربع سنوات.
وفي الأسبوع نفسه الذي سجل فيه، تلقى خمسة طلبات للزيارة، وستة طلبات في الأسبوع التالي، ومزيداً من الطلبات خلال الأشهر اللاحقة، وسبق واستضاف عشرين شخصاً لمدة شهر في ذلك الكهف المزود بخدمات فنادق الخمسة نجوم.
ويقول غصاب: "استضفت منذ تسجيلي في الموقع وحتى الآن ما يزيد عن1200 مسافر، ليسوا جميعهم عن طريق الموقع الإلكتروني، لكن هناك أشخاصا سمعوا من أصدقائهم الذين استضفتهم، عن الكهف وأتوا لزيارة البتراء والإقامة في الكهف، أنا سعيد جداً بذلك، وأريد أن يتعرف العالم كله إلى الحضارة والثقافة الأردنية."
وعاش بدو البتراء منذ مئات السنين في هذه الكهوف، حول جبل كبير يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويأتي آلاف السياح لمشاهدة آثار المدينة حتى اليوم، وعلى بعد أميال قليلة من هذه الأطلال، بنى أجداد غصاب منازلهم منذ قرون، واليوم أصبحت المنطقة كلها والكهف ملكاً لهم.
ويصف غصاب كهفه بالقول إن مساحته تبلغ حوالي 150 متراً مربعاً، ويضاء بالطاقة الشمسية، وبه بعض الديكورات التي أدخلتها العائلة، إضافة إلى لوحات تراثية، وتم طلاء السقف باللون بالأسود، مع وضع بعض النجوم المتلألئة، وعلى مدخل الكهف توجد صورة للنجم بوب مارلي، وتم تجهيز الكهف بمراتب نوم، حتى يستطيع الكهف استيعاب أكبر قدر من النزلاء، ويتسع لنحو 10 مسافرين، ولكن لا توجد حمامات بالكهف، مما يدفع النزلاء إلى قضاء حاجتهم في الجبل.
وأصبحت استضافة الغرباء هواية غصاب المفضلة، إذ يقوم باستضافة الجميع مجاناً، وفقاً لقوانين الموقع، ولكن لا يخلو الأمر من بعض الهدايا التي يجلبها الزوار من بلادهم، كما أصبح غصاب يصطحب الضيوف في جولات لتسلق الجبال والتنزه بسيارته، كما أصبح مرشداً سياحياً للمنطقة، فعندما تراه يتكلم عن بلاده تشعر بالفخر الشديد يشع من عينيه ويتخلل نبرات صوته.