خاص "غدي نيوز" - سوزان أبو سعيد ضو -
هل تشعر بقلة النشاط وبالتعب والوهن بسرعة عند القيام بأدنى مجهود، هل تشعر بالنفخة والتناوب بين حالتي الإمساك والإسهال، رائحة الفم الكريهة، وحتى التهابات في المجاري البولية، وفطريات الأقدام وغيرها من الأعراض؟
قد يكون السبب عدم توازن في البكتيريا الموجودة ووجود سموم في القولون )والقولون هو جزء من الأمعاء الغليظة والمسؤول عن تخلص الجسم من السموم وبقايا عمليات الأيض)، ووفقا لموقع herbs info، قد تصل كميتها إلى 15 كيلوغراما من السموم.
القولون
فخلال سبعين سنة يمر عبر القولون ما يزيد عن 100 طن من المواد الغذائية، و40 ألف ليتر من السوائل، وإذ يخلص القولون الجسم من السموم والبقايا، فهل يبقى بمنأى عن تكدس البقايا السامة فيه؟ مع الإشارة إلى أن القولون السليم ينعكس على الصحة بشكل عام.
وللدلالة على هذا الأمر، فإن القولون ويبلغ طوله حوالي متر ونصف المتر (خمسة أقدام)، هو ثالث مكان يصاب فيه المرء بالسرطان، وفي كندا يعتبر سرطان القولون السبب الثاني للوفاة بهذا المرض العضال.
وتنعكس صحة القولون على صحة الجسم بشكل عام، فالقولون النظيف يزيل السموم بكفاءة، بينما القولون المريض يسمح للسموم بالوصول إلى الكبد وتسميم مجرى الدم، ويحتوي القولون على ما يناهز 100 تريليون من البكتيريا الصديقة، وعندما يتم الإخلال بتوازن البكتيريا في القولون أو ما يسمى Microbiome في القولون لصالح البكتيريا الضارة تظهر أعراض مرضية مختلفة.
ويتم امتصاص المياه من بقايا الطعام في القولون، ويترك خلف هذه العملية خليط من الألياف غير القابلة للهضم، والبكتيريا، والأحماض الصفراوية والخلايا التي تم كشطها لتتجدد من جدار الأمعاء، فإن كان وقت عبور الأمعاء بطيئا جدا، تتكاثر البكتيريا والفطريات.
ووفقا لموقع Alive.com يعاد امتصاص السموم، والقولون الصحي يزيل النفايات في غضون فترة تتراوح من ست إلى 18 ساعة بعد كل وجبة، وهذا يعني أن حركة الأمعاء والخروج يجب أن تتم بوتيرة مرتين إلى ثلاث مرات يوميا.
ويقترح العلماء تناول الأطعمة الصحيحة والصحية لتنظيف القولون من البقايا والسموم، فما هو أفضل نظام غذائي لتطهير القولون والحفاظ على الصحة؟
الإجماع اليوم هو أن النظام الغذائي القائم على النباتات هو الأفضل للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري و"أمراض القرن الـ 21 الأخرى" وفقا للمصدر عينه، ويبدو أن هذا النوع من النظام الغذائي له فوائد واضحة على القولون، فضلا عن ممارسة الرياضة والحد من الضغط العصبي.
أولا: الألياف
ثمة نوعان من الألياف، الذائبة وغير الذائبة، ويوفر النظام المعتمد على النباتات مزيجا من هذين النوعين الهامين لصحة الجهاز الهضمي، فالحميات الغذائية القائمة على النباتات تحتوي على كميات سخية من الخضار والفواكه والفاصوليا والبذور والمكسرات والحبوب الكاملة العالية بالألياف، وهو عنصر أساس غير قابل للهضم من الأغذية، فالنظام الغذائي العالي بالألياف يدعم صحة الجهاز الهضمي ويزيل البقايا من القولون، ويعمل مثل مكنسة، كما أن الألياف تمرن الجهاز المعوي عن طريق تحفيز حركة الأمعاء، وتقلصات العضلات ما يقلل من وقت عبور الغذاء في الأمعاء، كما تحمل الألياف الرطوبة في القولون، وتساعد في تليين البراز.
ونحن بحاجة إلى كل من الألياف القابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان لتنظيف القولون كل يوم، والألياف الذائبة تذوب في المياه في حين غير قابلة للذوبان لا تذوب فيه، وتعتبر الألياف غير قابلة للذوبان جيدة بشكل خاص لتحسين عملية الهضم ومنع الإمساك، أما الألياف القابلة للذوبان فتزيد من كمية البكتيريا المفيدة، والتي تنتج المضادات الحيوية الطبيعية التي تقضي على البكتيريا الضارة المحتملة مثل "السالمونيلا" Salmonella، "كامبيلوباكتر" Campylobacter و"إي كولاي" E. Coli. ويعتقد الباحثون أن مستويات كافية ومتوازنة من البكتيريا المعوية الصحية يمكن أن تساعد أيضا على الوقاية من سرطان القولون، كما تعتبر الألياف القابلة للذوبان مهمة لربط الكولسترول ومساعدة مروره من خلال الجسم والتخلص منه.
وتعتبر كمية الألياف المطلوبة يوميا ما بين 20 و35 غراما، وأفضل مصادرها الشوفان وبذور الكتان لاحتوائها على كلا النوعين من الألياف الذائبة وغير الذائبة، وتحتوي الملعقة الكبيرة من بذر الكتان بين 4 و6 غرامات من الألياف، وتشمل الأطعمة الأخرى الغنية بالألياف القابلة للذوبان الفاصولياء والبازلاء والأرز والشعير والحمضيات والفراولة (الفريز) والتفاح، أما الأطعمة الغنية بالألياف غير القابلة للذوبان فتشمل القمح الكامل، الأرز البني، الشعير، الملفوف، البنجر (الشمندر)، الجزر، براعم بروكسل، اللفت، القنبيط والتفاح (مع القشر)، إلا أن على الأشخاص الذين يعانون من حالات في التهاب الأمعاء تجنب كميات كبيرة من الألياف.
لتلبية المتطلبات اليومية من الألياف، استهلك خمسة أو أكثر من حصص الخضار والفواكه يوميا، وستة أو أكثر من الحبوب الكاملة، ويعتبر نصف كوب من الفاكهة أو الخضروات أو كوب واحد من الخضر الورقية والخضراء حصة واحدة، أما الحصة من الحبوب فهي شريحة واحدة من الخبز أو نصف كوب من الحبوب المطبوخة والبقوليات أو المعكرونة.
ثانيا: الأعشاب الخضراء
إن محتوى الكلوروفيل العالي في الأطعمة الخضراء مثل عشب القمح، عشب الشعير، سبيرولينا (نوع من الطحالب الخضراء)، يجعلها مثالية لتطهير القولون، بالإضافة إلى التطهير، فالكلوروفيل بلسم يشفي الأنسجة التالفة في الجهاز الهضمي، وهو يساعد الجسم على الحصول على المزيد من الأوكسجين ويطرد السموم، لهذا السبب، يسمى الكلوروفيل "مزيل العرق الداخلي"، ويمكن استعماله بإنبات القمح والشعير أو ابتياع المواد السابقة كمكملات غذائية.
ثالثا: الأطعمة المخللة والمخمرة
إن النظام الغذائي العالي بالكربوهيدرات المكررة ومنخفض الألياف يقلل من عدد البكتيريا الجيدة في الأمعاء، ما يخل بالتوازن في النظام الإيكولوجي المعوي في الجسم، ويعتبر اللبن، الكفير kefir (نوع من الألبان المخمرة) وغيرها من الأطعمة المخمرة مثل الميسو miso الياباني ومخلل الملفوف sauerkraut، يمكنه تجديد هذه البكتيريا الجيدة. وتعتبر الـ "بيفيدوباكتيريا "Bifidobacteria الأكثر عددا في القولون، في حين تسود البكتيريا اللبنية Lactobacilli في الأمعاء الدقيقة. وتساهم هذه البكتيريا المفيدة في تكوين الفيتامينات من بقايا الطعام، وتحلل السموم، وتمنع استعمار الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض، وتطرد وتمنع تكاثر البكتيريا الأقل فائدة، وتحفز الجهاز المناعي، وتعمل على إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي توفر مصدرا للطاقة لخلايا بطانة القولون.
رابعا: المياه
معظم الناس بحاجة لشرب المزيد من المياه، ويعتبر الماء المذيب العالمي، وكمية غير كافية منه يتسبب بالإمساك والسمية في الأمعاء والكلى، وتزيد الحاجة إلى الماء مع النشاط البدني والحمى والمناخ الحار والجاف واستهلاك اللحوم والأطعمة المالحة، وتختلف الكميات المثالية ولكنها تقدر بستة إلى 10 أكواب يوميا. والمعادلة الأفضل هي بشرب مقدار نصف وزنك بالأوقية الإنكليزية (حوالي 27 غراما). على سبيل المثال، إذا كنت تزن 120 رطل (55 كلغ)، عليك شرب 60 أوقية (ثمانية أكواب / ليتران) من الماء يوميا، وهذه الكمية يمكن أن تشمل المياه النقية، عشب الشاي أو عصير الفواكه المخفف، ولا تحتسب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها تساهم بجفاف الجسم، أما أفضل وقت لشرب كوب من الماء فهو بين الوجبات أو 20 دقيقة أو أكثر قبل الأكل، ويمكن شرب كميات صغيرة فقط مع الوجبات، أما القاعدة الهامة في شرب المياه، فهي: عند العطش، عليك شرب الماء لا الصودا أو غيرها من المشروبات.
ويعتبر التطهير والتغذية عاملان متساويان الأهمية في المعادلة الصحية، فالحفاظ على نظافة القولون الخاص بك بدوره يحافظ على نظافة الأنسجة ويسمح بإعادة بناء الخلايا. في نهاية المطاف، فالنظام الغذائي السليم يعمل على حد سواء على تطهير القولون ويغذي الجسم ويمهد الطريق إلى صحة جيدة.