"غدي نيوز"- إعداد سوزان أبو سعيد ضو
بعد الاحتلال البريطاني لمصر، شرعت بريطانيا في اقامة مشاريع عصرية ينفذها مهندسون بريطانيون وشركات بريطانية، وكان منها مد شبكات عمومية لمياه الشرب وللصرف الصحي في المدن. وقد أشرف عليها المهندسان ويلكوكس Willcocks وپرايس بايPrice Bey.
في يوم 7 أيار- مايو سنة 1884، أصدرت حكومة الاحتلال البريطاني في مصر "القانون نمرة 68"، باستبدال الميض "مكان الوضوء" في الجوامع بصنابير مربوطة بشبكة الامداد بمياه الشرب التي بدأت الحكومة في تركيبها. على أن يـُلزم ديوان الأوقاف بمصاريف الإحلال. (انظر المنشورات والقرارات والمعاهدات الصادرة في 1884 (مصر)، الصفحة 76، 77) وحسب قرار مجلس النظار (مجلس الوزراء)، تقرر التالي:
أولاً: أن يستمر استبدال الميض بحنفيات ولكن على وجه السرعة مهما أمكن.
ثانيا: أن الطريقة الجديدة للمراحيض يصير تجربتها في ثلاثة جوامع في مصر وجهتين أخريين بملاحظة نظارة الأشغال وبالاتفاق مع مهندس عموم الأوقاف لأجل معرفة مزاياها ومقدار تكاليفها.
في البداية عارض مشايخ المذاهب الشافعية والمالكية والحنبلية بالجامع الأزهر استبدال الميض، التي ينال المتوضئون فيها بركة الشيخ الذي يفتتح الوضوء من مائها. ولم يوافق عليها إلا فقهاء الحنفية الذين يحبذون الوضوء من ماء جارٍ. ولذلك فقد أطلق على الصنبور "الحنفية" للمساعدة على قبول الشعب لها. ويضيف لين پول سبباً آخر لاعتراض المشايخ على الصنابير، وهو أن انتشارها في الشوارع أدى لانتشار برك الماء في الشوارع فعندما تمر فيها العربات "التي تجرها الخيل" تطرطش الطين في وجوه المؤمنين. وقد انتشر الاسم "حنفية" بعد ذلك في باقي البدان العربية والإسلامية.
"من صفحة على الفيس بوك بسؤال من الدكتورة جمال القرى واجابة من الناشطة الفيسبوكية رانية جارودي."