"غدي نيوز"- ترجمة وإعداد سوزان أبو سعيد ضو
اعلن السبت في 26 تشرين الأول (اكتوبر) عن ولادة اول طفل معدل جينياً. فقد تم الكشف عن ولادة 30 من الأطفال الأصحاء بعد سلسلة من التجارب في الولايات المتحدة مما أثار جدلا ونقاشا حيال البعد الأخلاقي لهذا الموضوع.
وحتى الآن، فقد تم اختبار اثنين من الرضع وتم العثور على احتواء الجينات فيهما من ثلاثة من "الآباء والأمهات".
فقد ولد خلال السنوات الثلاث الماضية خمسة عشر طفلاً نتيجة لبرنامج تجريبي في "معهد الطب والعلم الانجابي للقديس برناباس في نيو جيرسيthe Institute for Reproductive Medicine and Science of St Barnabas in New Jersey".
وقد ولد الأطفال من نساء لديهن مشاكل في الحمل. وتم وضع جينات اضافية من مانحات إناث في محاولة لتمكينهن من الحمل.
اما اختبارات البصمة الوراثية على اثنين من الأطفال الرضع باعمار السنة، فقد أكدت من أنها قد ورثت الحمض النووي من ثلاثة بالغين، اثنان من النساء ورجل واحد. وحقيقة كون الأطفال قد ورثوا المادة الجينية الإضافية تعني ان هؤلاء سيتمكنون من توريثها لأجيالهم التالية.
فعملية تغيير الطابع الوراثي او الجيني او العبث بالتكوين الجيني هي عملية منبوذة من معظم علماء الوراثة. حيث يخشى هؤلاء من محاولة لتخليق جنس بشري بخصائص مرغوبة كالقوة وقدرة التحمل والذكاء.
وكتب الرائد في علم الإنجاب البروفسور جاك كوهين Jacques Cohen في الدورية العلمية الانجاب البشري the journal Human Reproduction، هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها تعديل في المادة الوراثية ينتج عنها أطفال أصحاء.
وقد انتقد بعض العلماء التجارب بشدة، حيث قال اللورد وينستون من مستشفى هامرسميث في غرب لندنLord Winston, of the Hammersmith Hospital in West London "بخصوص معالجة حالات العقم، فلا اعلم ان كانت هذه الطريقة تستحق ان تمارس. ومن المستغرب ان تطبق في هذه الحالات"، ومضيفا "من المؤكد انها لن تطبق في بريطانيا".
وقال جون سميتون، المدير الوطني لـ "جمعية حماية الأطفال الذين لم يولدوا بعد" أنه "لدينا تعاطفا هائلا للأزواج الذين يعانون من مشاكل العقم. ولكن يبدو أن هذا دليل آخر على حقيقة أن كامل عملية التخصيب في المختبر هي وسيلة لإنجاب الأطفال مما يؤدي إلى اعتبار الأطفال مجرد (أشياء) على خط إنتاج".
خطوة مقلقة
ويضيف البروفسور كوهين "إنها خطوة أبعد من ذلك وخطوة مقلقة للغاية وعلى الطريق الخطأ للبشرية".
وقد شخص البروفسور كوهين وزملاؤه ت بأن النساء كن يعانين من العقم لأن لديهن عيوبا في هياكل صغيرة في الخلايا الوراثية (البويضة)، وتدعى الميتوكوندريا، والميتوكوندريا هي مولدة الطاقة في الخلية".
وتابع "لقد اخذوا البويضات من مانحات (Donners)، وباستعمال ابرة دقيقة امتصوا بعض المواد الدقيقة من داخل الخلية، وتم حقنها في بويضات لنساء يردن الحمل، وكون الميتوكوندريا تحتوي على مادة وراثية من المرأة المانحة، فإن الأطفال الذين يولدون من هذه المعالجة ستحتوي مادتهم الوراثية على خليط من مادتين وراثيتينDNA من جهة الأم".
وقال متحدث باسم هيئة الخصوبة البشرية وعلم الاجنة (HFEA)، الذي ينظم التكنولوجيا "المساعدة على الإنجاب" في بريطانيا، بأن الهيئة لن ترخص هذه التقنية لأنها تنطوي على تغيير الخط الجيني.
استنساخ الأطفال في المختبر
ويعتبر جاك كوهين من العلماء البارعين والمثيرين للجدل حيث دفع التكنولوجيات المساعدة على الإنجاب نحو الحدود القصوى. فقد ابتدع تقنية لحقن مكونات الحيوان المنوي الوراثية مباشرة داخل البويضة في المختبر "ICSI". فقبل ذلك كانت النساء اللاتي يعانين من العقم قادرات على الاستفادة من تقنيات طفل الأنابيب.
وفي العام الماضي اعلن كوهين ان خبرته ستمكنه من استنساخ الأطفال في المختبر وهي آفاق تعامل بنوع من الرعب من قبل المجتمع العلمي عامة.
وعبر عن ذلك قائلاً انه "عمل لفترة بعد الظهر لأحد تلامذتي"، مؤكداً ان "ثلاثة اشخاص على الأقل قد حاولوا اقناعي بتخليق طفل مستنسخ"، وقد رفض طلبهم.